(٤٦٠ هـ) ، هو الفقيه ، الأصولي ، المتكلّم والمحدّث الشهير في الطائفة الإمامية التي كانت مصنّفاتُه ولازالت تحظى بأهمّية كبيرة من قبل علماء الطائفة ، وإنّ إطلاق عنوان شيخ الطائفة (١) عليه خاصّة إنّما يحكي عن علوِّ مقامِه المتميّز والمنفرد به.
لقد انتقل الشيخ الطوسي في إبّان شبابه من طوس إلى بغداد(٢) ، حيث
__________________
(١) لقد أُطلق قديماً عنوان شيخ الطائفة في الأوساط العلمية للطائفة الإمامية وكان المراد منه هو أبو عبد الله الصفواني من أعلام القرن الرابع (حيّ سنة ٣٥٢ هـ) ـ انظر الصفواني : ٤٩٩ ـ ٥٠٤ ـ لراقم السطور ، والنجاشي : ٣٩٣ ـ ثمّ إنّ النجاشي (ت ٤٥٠) الذي كان معاصراً للشيخ الطوسي لم يذكره بعنوان شيخ الطائفة وإنّما ذكره فقط بالعناوين التالية : «جليل في أصحابنا ، ثقة ، عين ، من تلامذة شيخنا أبي عبد الله» (النجاشي : ٤٠٣) ، ولكن في القرن السابع أطلق عليه العلاّمة الحلّي العناوين التالية : (شيخ الإمامية) و (رئيس الطائفة) (خلاصة الأقوال : ٤٢٩) ، وقد ذكره القزويني الرازي في القرن السادس بعنوان : (الشيخ الكبير) (النقض للقزويني : ٢١٥) ، وفي القرن السابع أطلق كلّ من المحقّق الحلّي والعلاّمة الحلّي عنوان (الشيخ) على الشيخ الطوسي خاصّة (انظر المعتبر : ٣٣) و (منتهى المطلب : ١/٩) ، وفي القرنين السابع والثامن فقد أطلق المؤرّخون وأصحاب التراجم من أهل السنّة على الشيخ الطوسي عناوين مثل (فقيه الإمامية) (الكامل في التاريخ ٩/٤٣٧) و (شيخ الشيعة وعالمهم) (تاريخ الإسلام ٣/٤٩٠) و (فقيه الشيعة) (البداية والنهاية ١٣/١١٩).
(٢) لا علم لنا عن الحقبة الأولى من تاريخ حياة الشيخ الطوسي وذلك قبل سنة (٤٠٨ هـ) التي سُجِّل بها تاريخ ورود الشيخ الطوسي بغداد (انظر الغيبة : ٣٥٨ للطوسي) ، وعلى ما يبدو فإنّه كان يدرس في طوس ونيشابور عند علمائها وذلك إلى الثالثة والعشرين من عمره أي إلى سنة (٤٠٨ هـ) حيث ورد بغداد ، ومن مشايخه آنذاك قبل سفره إلى بغداد ـ انظر شخصيت علمي ومشايخ شيخ طوسي : ٣٧٨ ـ ٣٨٠ ـ ويمكننا أن نذكر من أساتذته : أبو حازم عمر بن أحمد النيشابوري (ت ٤١٧ هـ) من علماء