احتلّ مكانة في حلقة تلامذة أبي عبد الله محمّد بن محمّد بن النعمان البغدادي المعروف بالشيخ المفيد(١) (٣٣٦ ـ ٤١٣ هـ) ، وقد تلمّذ عليه واستمع منه جميع كتبه طيلة أربع أو خمس سنوات حتّى وفاة الشيخ المفيد(٢) ، ثمّ حضر حلقة درس الشريف المرتضى عليّ بن الحسين الموسوي (٣٥٥ ـ ٤٣٦ هـ) وكان معه إلى آخر حياته ، وقد قرأ عليه أكثر مصنّفاته أو سمعها منه كراراً(٣) ، وبالرغم من أنّ الشيخ الطوسي لم يقتصر
__________________
الشافعية في نيشابور ، أبو محمّد عبد الحميد بن محمّد المقري النيشابوري (ت ٤٢٧ هـ) كان في طوس أو نيشابور ، وأبو زكريّا محمّد بن سليمان الحمراني أو الخولاني المتوفّى بعد سنة (٤٢٣ هـ) ـ انظر ترجمته وإسمه في نفس المصدر : ٣٧٩ ـ ٣٨٠ ـ ، وعلى ما ذكر الذهبي (٣٠/٤٩٠ ـ ٤٩١) فإنّ الشيخ الطوسي في أوّل دخوله بغداد وتلمّذه عند الشيخ المفيد كان على الفقه الشافعي ، وقد مال إلى التشيّع بعد مجالسته للشيخ المفيد وتلمّذه عنده.
(١) رجال النجاشي : ٤٠٣.
(٢) فهرست الطوسي : ٤٤٦ ـ ٤٤٧.
في هذه الفترة كان الشيخ الطوسي قد شرع في تصنيف كتاب تهذيب الأحكام وهو في الواقع شرحٌ لمقنعة المفيد ؛ (انظر تهذيب الأحكام : ١/٣) ، (انظر نفس المصدر حيث ترى فيه جملة دعاء صدرت في حقّ الشيخ المفيد تبيّن وجوده على قيد الحياة آنذاك).
(٣) فهرست الطوسي : ٢٩٠ ، ورجال الطوسي : ٤٣٤.
فإنّ الطوسي صنّف كتاب مختصر الشافي في الإمامة في حياة الشريف المرتضى ؛ (انظر تلخيص الشافي ١/٥١ حيث ورد فيه جملة دعاء للشريف المرتضى تبيّن وجوده على قيد الحياة آنذاك) ، كما أنّ تصنيف فهرسته ورجاله كان قد بدأهما في زمان حياته أيضاً وذلك أنّه ذكر في ترجمة الشريف المرتضى جملاً تبيّن وجوده على قيد الحياة