على هاتين الشخصيّتين ـ المفيد والشريف المرتضى ـ بل قرأ على الكثير من المشايخ ـ بالأخصّ في رواية الحديث(١) ـ إلاّ أنّ هاتين الشخصيّتين كان لهما السهم الأوفر والدور الأساسي الذي أثّر عليه ، حيث أخذ منهم علم الفقه والكلام والحديث.
وعلى ما يبدو فإنّ زعامة الطائفة الشيعية في بغداد قد انتقلت إليه من بعد رحيل الشريف المرتضى ، ورغم كلّ ما واجهه وعاناه في بغداد(٢) من
__________________
آنذاك ؛ (انظر الرجال : ٤٣٤ والفهرست : ٢٨٨ ، قس : ٢٩٠ حيث يذكر في ترجمته تاريخ وفاته وبناءً على هذا فلابدّ أن نقول إنّ الطوسي أضاف بعض المطالب إلى الكتاب بعد وفاة الشريف المرتضى).
(١) إنّ مجموع من عرف من أساتذة ومشايخ الشيخ الطوسي أكثر من ثلاثين نفراً ؛ (انظر شخصيّت علمي ومشايخ شيخ طوسي : ٣٧٧ ـ ٤١٢) ، ونذكر هنا بعضهم غير الشيخ المفيد والشريف المرتضى وذلكم مثل أحمد بن عبد الواحد ابن عبدون (ت ٤٢٣ هـ) ، الشريف الحسن بن أحمد المحمّدي (حيّ سنة ٤٢٥ هـ) ، الحسين بن عبيد الله ابن الغضائري (ت ٤١١ هـ) ، علي بن أحمد بن أبي جيد القمّي ، وهلال بن محمّدالحفّار (٣٢٢ ـ ٤١٤ هـ) ، ومن مشايخه في بغداد من أهل السنّة مثل : أبو حازم عمر بن أحمد النيشابوري ، أبو علي الحسن بن أحمد بن شاذان البزّاز وهو متكلّم حنفيّ المذهب وفي ردِّه وردِّ أبيه صنّف الطوسي مقالته (مسألة في النقض على ابن شاذان في مسألة الغار) (انظر نفس المصدر : ٣٨٥) ، وأبو الحسن محمّد بن محمّد ابن مخلد الحنفي.
(٢) لقد قطن الشيخ الطوسي في الكرخ وهي منطقة الشيعة في بغداد آنذاك (انظر تاريخ الإسلام : ٣٠/٤٩١) ، وقد أُحرقت كتبه في بغداد عدة مرّات ، حيث ذكر ذلك الذهبي في تاريخ الإسلام ٣٠/٤٩١ وابن حجر في لسان الميزان : ٥/١٣٥ حيث قال : «أحرقت كتبه عدّة نوب بمحضر من الناس في رحبة جامع النصر واستتر هو خوفاً على نفسه بسبب ما يظهر عنه من انتقاص السلف».