المفضّل المذكور وقد نقل الزجاجيّ ـ فيما أحفظ ـ حكاية جمع هاتيك القصائد مسندةً ولا يحضرني الآن كتاب الأمالي.
وفي أحوال إبراهيم بن عبد الله المحض المذكور من كتاب عمدة الطالب للعلاّمة النّسّابة السيّد أحمد بن علي الدّاودي المعروف بـ : (ابن عِنَبة) (ت ٨٢٨ هـ) : «وكان إبراهيم [بن عبد الله بن الحسن ابن الإمام الحسن السبط] من كبار العلماء في فنون كثيرة ، يقال إنّه كان أيام اختفائه بالبصرة قد اختفى عند المفضّل بن محمّد الضبّيّ فطلب منه دواوين العرب ليطالعها ، فجاءه بما قدر عليه فأَعلَم إبراهيم على ثمانين قصيدة ، فلمّا قتل إبراهيم استخرجها المفضّل وسمّاها : (المفضّليّات) وقرئت بعده على الأصمعيّ فزاد فيها» (١).
وهذه فائدة جليلة لا ينبغي لدارسِ (المفضّليّات) أن يغفل عنها.
* وفي صفحة ١١ : «... مهيمنة الحماسة ...».
والوجه : «... هيمنة ...» ولا تقاس في مثل هذه الصيغة على قوله تعالى : (وَمُهَيْمِناً عَلى الْكِتابِ كُلِّهِ) ، كما لا يقال : مسيطرة الشعب في البلاد ـ مثلاً ـ بل يقال : سيطرة الشعب ... فهو مسيطرٌ على هذا القياس.
__________________
(١) وممّا يدلّ على تضلّعه من اللغة وإحاطته بأسرارها ما ذكره الزجّاج وغيره من أنّ إبراهيم المذكور تفقّد أحد أصحابه يوماً فسأل عنه فقال له أحد جلسائه: تركته يريد أن يموت ، فضحك الحاضرون منه وقالوا: هل رأيت أحداً يريد أن يموت؟! فقال لهم إبراهيم: لقد ضحكتم منها عربية ، (يريد) هنا بمعنى (يكاد) كقوله تعالى (فَوَجَدَا فِيهَا جِدَاراً يُرِيدُ أَن يَنقَضَّ) ... نقلت هذه الحكاية بالمعنى ؛ لأنّ المصدر ليس تحت يدي عند كتابة هذه السطور.