وقال الشارح : «(شباب) جمع : شابّ ، وهو مصدر وصف به الجمع ؛ لأنّ (فاعِلا) لا يُجمَع على (فَعال)».
أقول : وبناء ً على كون (فاعل) لا يُجمع على (فَعال) مع الإغماض عن كون (فعال) ـ هنا ـ مصدراً وُصِف به الجمع ، خَطّأَ أحد أعاظم العلماء ـ ممّن لم نُدركهم ـ أحد المصنّفين في تاريخ الآداب العربية في جمع شابّ على شباب ، مع أنّه كان يحفظ قول رسول الله أفصح من نطق بالضاد : «الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة».
* وفي ص١٢٣ : في تعليق الشارح على قول الحماسيّ ـ البيت التاسع ـ
وإنّا لقومٌ ما نرى القتل سُبَّةً |
|
....................... |
«أيّ : ما نعتقد كما يُقال : فلان يرى رأي أبي حنيفة و (سبّة) : نصبٌ على الحال ، وليس بمفعول ثان».
أقول : إذا كانت ـ هنا ـ كلمة (نرى) من ـ رأى ـ (القلبيّة) كما دلّ على ذلك قول الشارح المذكور آنفاً بمفهومه ، فيكون قوله (سُبّة) منصوباً على أنّه مفعولٌ ثان ، كقول الشاعر الذي نحفظه من أوائل الطلب (شاهداً) على عمل رأى القلبيّة من الوافر :
رأيت الله أكبر كلّ شيء |
|
.................. |
نعم : إنّما يكون المنصوب الثاني ، منصوباً على الحال بعد (رأى) إذا كانت (بصريّة) كما هو مذكورٌ في موضعه من كتب النحو.
* وفي الصفحة نفسها ص١٢٣ ـ الهامش(٣) ـ :