شراسة حملات التوهين غير المنصفة التي واجهها من قبل بعض المحدّثين وأرباب الجرح والتعديل الذين أدركوا خطورة الإعتراف بهذا النصّ المقدّس على نظريّات عقدية مهمّة عندهم كنظرية الخلافة وعدالة الصحابة.
موارد الحديث :
أوّل ما يلفت النظر في هذا الحديث الشريف أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) كرّر ذكره في مناسبات عديدة ومواطن مختلفة ؛ ربّما حرصاً منه (صلى الله عليه وآله) على ترسيخ دلالته التفضيلية في مجتمع الصحابة ، فقد ورد أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذكر هذه المنقبة الشريفة أمام زوجته عائشة(١) ، ومنها أمام خادمه أنس بن مالك(٢) ، ومنها عندما أرسل عليّاً عليهالسلام لفتح خيبر(٣) ، ومنها أمام جمع من الصحابة بمنى(٤) ، ومنها في بيت زوجه أمّ حبيبة بنت أبي سفيان(٥) ، ومنها في مرضه الذي قبض فيه(٦) ، وهذا الأمر يدلّ بشكل واضح على أهمّية ترسيخ مفردات وعبارات هذا الحديث الشريف في عقلية الصحابة وذهنية المجتمع الإسلاميّ الفتيّ ، ويبدو أنّ هذا الأمر جاء ضمن سلسلة الإجراءات التي اتّخذها رسول الله (صلى الله عليه وآله)
__________________
(١) تاريخ دمشق ٤٢ / ٣٠٤ ـ ٣٠٥.
(٢) المعجم الكبير للطبراني ٣ / ٨٨.
(٣) السيرة الحلبية ٢ / ٧٣٦.
(٤) بشارة المصطفى : ٢٣٤.
(٥) اليقين لابن طاووس : ١٣٥.
(٦) أمالي الطوسي : ٦٠٦.