جواده في خلافة أمير المؤمنين عليهالسلام ، إذ كان بجانبه في حروبه ورهن أمره ، بل كان يبادره أحياناً قبل أن يطلب منه ، وهو فارسه الشجاع وقائده المنصور في أيّ بعث ، وفي معركة الجمل أمَّره على رجالة بني أسد(١). وسنقف من بعد على مواقفه وبطولاته في المعارك التي خاضها إلى أن يذهب شهيداً في حبّه وولائه لأمير المؤمنين عليهالسلام بعد رحيله.
نحو صفّين :
لم تكن الكوفة صافية للإمام عليهالسلام ، ففيها من الموالين لغيره حشر ، ومن أعدائه حشر آخر. وحين عزم على التوجّه إلى الشام بعد فشل المراسلات مع معاوية دخل عليه عبد الله بن المعتّم العبسي ، وحنظلة بن الربيع التميمي في رجال كثير من غطفان وتميم بحجّة نصحه في البقاء ومكاتبة معاوية(٢) ، فقام معقل وقال : «يا أمير المؤمنين ، إنّ هؤلاء والله ما أتوك بنصح ، ولا دخلوا عليك إلاّ بغشّ ، فاحذرهم فإنّهم أدنى العدوّ»(٣) ، وحينما أشار الإمام إلى تَخَلُّفِ من تخلَّفَ عن التوجُّه لقتال أهل الشام قال : «يا أمير المؤمنين ؛ والله لا يتخلّف عنك إلاّ ضنين ؛ ولا يتربّص بك إلاّ منافق»(٤) ، ولا شكّ أنّ كلمات مثل تلك تنبئ عن إخلاص وهمَّة وعقيدة ومحبّة.
__________________
(١) تاريخ مدينة دمشق ٥٩/٣٦٧.
(٢) وقعة صفّين : ٩٦.
(٣) وقعة صفّين : ٩٦ ، وشرح نهج البلاغة ٣/٢٠٢.
(٤) شرح نهج البلاغة ٣/٢٠٢.