بالحاجة ، لأنّه لا يعطينا دلالات واضحة عن سيرة هؤلاء الأشخاص ومعرفةأحوالهم التي تمهّد للمؤرّخ تدوين تاريخهم بصورة لا يحيطها الغموض أو يمكنه التمسّك بنصٍّ واحد قابل للبحث عن صحّته أو خطئه كنصٍّ من النصوص التاريخية المعتد بها.
والمثير إلى الجدل والكلام هنا أنّ عميد هذه الأسرة وهو يقطين بن موسى الذي كان له دور فاعل في الدعوة العبّاسية بل وله دور كبير في المفاوضات السياسية بين أبي جعفر المنصور وأبي مسلم الخراساني ولكن بعدما استفحل أمره ومال عن العباسيّين ، نرى المؤرّخين قد أحجموا عن ذكر كثير ممّا ورد فيه.
وكذلك عند تتبّع حياة ولده عليّ بن يقطين الذي احتلّ عدّة مناصب إدارية مهمّة في الدولة العبّاسية ، إلاّ أنّنا نرى بعض المصادر تذكره هنا وهناك دون الإشارة إلى الأعمال التي أسهم فيها.
ولكنّ المقدار المتوفّر الذي لابدّ لنا أن نذكره هنا هو أنّ ما نقلته لنا كتب الشيعة الإمامية ـ سواء الكتب الأربعة ، أو المصادر الإخبارية الأخرى ، أو كتب الرجال ـ من ذكر بعض أحوال هذه الأسرة حيث إنّها لم تحطنا علماً بتفاصيل حياتهم على الرغم من وجود الثناء الكبير في بعض الروايات التي تمجّد بهم ، وتنقل لنا صورة واضحة عن دورهم الفكري وهي الروايات المنقولة عنهم بطرق مختلفة وبمواضيع شتّى.