باقر في تفصيله لهذا التصنيف «وأظنّ ـ بحسب فهمي من سير الأحداث ـ أنّه [كانت] على يد الشهيد الأوّل رضياللهعنه ، ... الذي قدّم دمه في سبيل نقل هذا الكيان من المرحلة الأولى إلى المرحلة الثانية.
على عهد الشهيد الأوّل رضياللهعنه تطوّر هذا الكيان .... أصبح هذا الكيان عبارة عن أجهزة من الوكلاء وعلماء الإطراف يرتبطون بالمرجع ويتّصلون بالقواعد الشعبية .... يعني هذا الوضع الموجود للمرجعية فعلاً ، أنا لا أعرف تطبيقاً أسبق من الناحية التاريخية له من تطبيق الشهيد الأوّل رضياللهعنه ، قام بهذا التطبيق في لبنان وسوريا ، وعيّن الوكلاء وفرض جباية الزكاة والخمس على القواعد الشعبية من الشيعة ، وبذلك أنشأ كياناً دينيّاً قويّاً للشيعة مترابطاً لأوّل مرّة في تاريخ العلماء».
ثالثاً ـ (مرحلة التمركز والاستقطاب) (١) : استمرّت هذه المرحلة إلى أن دخلت المرجعية (المرحلة الثالثة) على يد الشيخ كاشف الغطاء ويقصد به رضياللهعنهالشيخ جعفر الجناجي ـ ومعاصريه من ـ العلماء وهي مرحلة التمركز والاستقطاب.
المطلب الثالث ـ دولة السربداران :
كانت للشهيد الأوّل علاقات مؤكّدة وصلات متينة مع (عليّ بن مؤيّد) آخر ملوك السربداران ولهذا آثرنا المعالجة التاريخية لهذه الحكومة ومدى
__________________
(١) المحنة ، تسجيلات بصوته الشريف كمحاضرات عرفانية أخلاقية ، محنتنا على لسان الشهيد الصدر : ٣٨ ـ ٣٩.