تأثيرها في الأحداث من خلال معاصرة شهيدنا الأوّل لها حيث كتب لهم كتابه الخالد اللّمعة الدمشقية لتكون دستوراً إسلاميّاً لهذه الدولة.
والسربداران : حكومات شيعية استولت على الحكم في خراسان بعد معارك دامية عام (٧٣٨ هـ) واستمرّت حتّى عام (٧٨٣ هـ) ـ بعد وفاة محمّد خدا بنده الملك المغولي ـ وجاءت ثورة السربداران كردّ فعل عنيف لظلم المغول ، وقد قاد الثورة أوّل ملوكهم (الأمير عبد الرزّاق) المؤسّس لهذه السلسلة مطلقاً شعاراً حماسيّاً مفاده : (الموت شنقاً أفضل من الحياة ذلاًّ) (١) وإذا كان لكلّ ثورة شرارتها فإنّ نهضة السربدارارن بدأت لدى هجوم خمسة من جنود المغول في قرية (باشتين) ـ وهي من قرى مدينة (بيهق) (٢) ـ على إحدى البيوت واستفزازهم أهلها ، عندها انبرى أهل البيت للدفاع عن أنفسهم وقتلوا الجنود الخمسة وهو أمر يعني زوال بيهق كلّها من على الخارطة ، وينبري عبد الرزاق إلى حماية الثائرين وإعلانه دمه لهم لتتطوّر الحادثة وتأخذ شكل الثورة العارمة ضدّ الوجود المغولي بأسره مطلقين صيحتهم المدوّية : (سر به دار مي دهيم أمّا زير بار ننگ نمي رويم) (٣) ، وينتسب حكّام السربداران من جهة الأب إلى الإمام الحسين عليهالسلام أمّا من جهة الأم فيعود نسبهم إلى البرامكة ، ويعدّ (الشيخ خليفة المازندراني) منظّر الثورة ومؤسّس قاعدتها
__________________
(١) الشهيد الأوّل فقيه السربداران : ٨٨. ونصّ الشعار بالفارسية : (سر به دار مي دهيم أمّا زير بار ننگ نمي رويم).
(٢) بيهق : هي مدينة سبزوار من مقاطعة خراسان حالياً.
(٣) الموت شنقاً أفضل من الحياة ذلاًّ.