الفكرية ، وبعد استشهاد الشيخ خليفة أعقبه تلميذه (الشيخ حسن جوري) في دعوته حيث استشهد هو الآخر في صراعه المرير ضدّ أعدائه وقد تركت شهادته أثراً بالغ الخطورة على الساحة الفكرية دفعت بآخر ملوك السربداران (عليّ بن مؤيّد) إلى عرض الزعامة الفكرية على الشهيد الأوّل وملي الفراغ الذي نشأ عن غياب الشيخ حسن جوري ، ومن هنا أُلّفت اللّمعة الدمشقية ودفعها الشهيد الأوّل إلى (شمس الدين الآوي) (١) صاحب (عليّ بن مؤيّد) وأمره بالإسراع والكتمان.
وتعود أهميّة السربداران إلى أنّ نهضتهم قامت على قاعدة إسلامية هدفها إرساء العدل في البلاد ولعلّها قاعدة إنسانية أيضاً متّخذة من مذهب أهل البيت عليهمالسلام طريقاً لتحقيق ذلك.
ولقد شهدت خراسان تقدّماً كبيراً في مختلف الأصعدة خلال حكمهم الذي استمرّ قرابة النصف قرن من الزمن ، فقد كانت مندمجة في حكومة التتر وانقرضت بعد ذلك بسنوات قليلة (٢) ، وقد توفّي آخر ملوكها (عليّ بن مؤيّد) عام (٧٩٥ هـ) أي بعد تسع سنوات من شهادة الشهيد الأوّل.
وللبحث صلة ...
__________________
(١) ذكر السبيتي في مقدّمة شرح اللّمعة الدمشقية : إنّه السلطان مؤيّد الدين محمّد الآوي صاحب خراسان ولعلّه تصحيف من (علي بن مؤيّد صاحب خراسان) انظر في ذلك : الروضة البهية في شرح اللّمعة الدمشقية. ج١ ص ل ، وذكره الشيخ الآصفي : (الشيخ محمّد الآوي وزير علي بن مؤيّد) ، تقديم الروضة البهية ١ / ١٠١.
(٢) تقديم الروضة البهية ١/ ١٣٢.