وقطع رأسه وحرقه وأباد قومه ونزا بامرأته ، وما حدث من حرق الفجاءة السلمي وقتل أمّ فرقد الفزارية وقتل عبد الله بن خباب وبقر بطن امرأته الحامل ، وسيول دماء سفكت في وقعة الحرّة ونساء سبين وحوامل بقرت بطونهنّ واستباحة حرم رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، وقتل أهل مكّة ورمي الكعبة بالمنجنيق ، وقتل الصحابة وحزّ الرؤوس كسعيد بن جبير وعمرو بن الحمق الخزاعي ، والمصيبة الكبرى وأدهى من ذلك خطباً قتل سبط الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) الإمام الحسين بن عليّ عليهماالسلام وأهل بيته وأنصاره ، وحمل الرؤوس على القنا يطاف بها ، وسبي حرائر الرسالة ، حتّى يتساءل السائل أحقّاً هذه هي أمّة محمّد (صلى الله عليه وآله) وإسلامه الممجّد وقرآنه الممهّد لكلّ رحمانية وإنسانية وعدل وسداد وحكمة ورشاد وعبادة الله ربّ العباد.
فلمّا ضَعُفَت سطوة الأمّة وكُسِرَت شوكتها وتشتّت كلمتها وتهافتت وتساقطت كقزع الخريف وصارت تتلاعب بها كلّ زوبعة ويعصف بها كلّ ريح ، أعاد الشيطان كرّته ليسلّط عليها ظلماً وعدواناً طغاة تولّوا وسعوا في الأرض ليهلكوا الحرث والنسل (وَاللهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ) ، فلمّا انهارت عروشهم وكسرت شوكتهم (لِّيَقْضِيَ اللهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً) وجعلهم الله آية للعالمين ، فإذا بأقوام سفهاء الأحلام لا يمتّون إلى الإسلام والإنسانية بصلة لا بلحاهم الكثّة ولا بملابسهم الرثّة ، حيث ملئت القلوب منهم كراهيّة وغثّة ، وهم يزفّون إلى الأمم جزّ الرؤوس وإزهاق النفوس فمجّتهم الأمم وصار يندى من فعالهم جبين القلم ، حيث غارت على شعوب آمنة واعتدت على كرامة الإنسان ولم ترع للإسلام ولا للمسلمين إلاًّ ولا ذمّة ، فكانت تلك اليد الأثيمة المتلبّسة بالجماعات التكفيرية وبما تبقّى من أوباش وأرجاس الحكومات البائدة وكأنها جاءت للانتقام من الشعوب بأبشع أساليب الإرهاب ،