حيث باغتته بمؤامرة تسعى لسفك دماء أبريائه ، وجاءت المرجعية الدينية العليا المتمثّلة اليوم بآية الله العظمى السيّد علي السيستاني حفظه الله لرأب الصدع وتوحيد الصفوف لتعلن فتواها الجهادية التي مزّقت للشيطان نسيجه وقطّعت لشراك البغي وشيجه ، وأعادت للنفاق نحيبه ونشيجه ، وهي تعلن بكلّ جرأة وجدارة كلمتها في حثّ المسلمين من شيعة وسنّة لحمل السّلاح والوقوف ببسالة وإباء أمام جيش المنكر الذي تحزّم للنيل من شرف الأباة والتطاول على معتقداتهم ومقدّساتهم ، فقاومته وقارعته فتية أبطالٌ بكلّ حزم وعزم وثبات وخلوص نيّة ، وهبّ الشعب بجميع أطيافه وعشائره الأبية لإطاعة كلمة وفتوى المرجعية الدينية العليا إعلاءً لكلمة الدين وصوناً لمقدّساته ، حيث يشهد اليوم العالم بأسره هذا الموقف في توحيد الكلمة.
ويشهد التاريخ وهو يقف موقف إجلال وإكبار لما سجّلته الشعوب أمام من تغطرس في بلاد المسلمين وعاث في الأرض فساداً ، حيث اتّخد أموالهم دولاً وعباد الله خولاً ، مصرّاً على إذلالهم والنيل من مقدّساتهم ، فقد سجّل التأريخ للشعوب وللمرجعيات تلك المواقف الجهادية كما في الفتوى العصماء للميرزا تقي الشيرازي والتي قامت على إثرها ثورة العشرين بوحدة الكلمة في توحيد الصفوف بنسيج شعبيٍّ إطاعة وإعلاءً لكلمة الدين وقمعاً للمفسدين ، فانهارت قوى الغيّ والبغي حتّى لمّ شتاته وفلوله وجرّ أذنابه وذيوله ليتراجع القهقرى أمام وحدة الشعب وإرادته والتفافه حول مرجعيّته.
ولا ننسى هنا فتوى الميرزا الشيرازي بتحريم التنباكو والتي كسرت للمستعمر سطوته وجبروته حتّى تردّد صداها في داخل بيت العائلة المالكة آنذاك.
(إن تَنصُرُوا اللهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ)