والتغيير ، لأنّ رواية إغلاق باب الاجتهاد المشهورة عن السنّة إنّما هي قضية الاقتصار على المذاهب الأربعة(١).
فمن الإرهاصات الحداثوية والرؤى العصرية لمنظومة (الاجتهاد) ، الدعوة إلى الاجتهاد الإسلامي المطلق وليس الاجتهاد المذهبي المقيّد وهذه الأطروحة جسّدها واقعاً الشهيد الثاني بموضوعية في بعلبك حينما كان يدرّس الفقه على المذاهب الخمسة.
إنّ مشروع (الفقه المقارن) يعدّ اليوم من أولويّات مشاريع التوحّد والتقارب المذهبي. ونحن اليوم في مسيس الاحتياج إلى الاجتهاد الإسلامي المطلق وذلك ماشخّصه الشهيدان.
لقد أورث العامليّان الشهيدان نزعتهما الإيجابية التقريبية ورؤاهما الوحدوية إلى مَن خلفهم من رموز المدرسة العاملية وإلى زماننا المعاصر نظراء : السيّد الأمين ، السيّد عبد الحسين شرف الدين ، السيّد موسى الصدر والشيخ عبد الله السبيتي وغيرهم(٢).
الخلاصة والنتائج
في مختتم هذه الجولة المباركة في رحاب الشهيدين أثراً والفقه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) محمّد مهدي شمس الدين وآخرون : الاجتهاد والحياة ص ١٤ مركز الغدير للدراسات الإسلامية ، مطبعة فروردين ط ٢ / ١٩٩٧.
(٢) إنّ ذلك يكمن في مواكبتنا ومعايشتنا للأحداث المعاصرة.