وقد فتح النعماني بذلك باباً في هذا المجال وافتتحه بحديث رواه هذا الراوي(١) ، وأنّ الأسانيد في هذا الباب ـ والتي هي أسانيد عامّية ـ تبدو بأجمعها من رواية هذا الراوي ، حيث تمّ إسقاط بداية أسانيدها ، فهي بحسب المصطلح (معلّقة) ، وبحسب الظاهر فإنّ هذا الراوي عامّي.
جـ ـ كما روى النعماني عن محمّد بن عبد الله بن المعمّر الطبراني ، وقال عنه : «وكان هذا الرجل من موالي يزيد بن معاوية ومن النصّاب»(٢). وفي النسخة (الرضوية) لم ترد كلمة (من) في هذه العبارة ، وعليه فإنّ كلمة (الموالي) (بضمّ الميم) تعني المحبّ ، وفي نسخة (المرعشية) ، جاء التعبير بـ : (يوالي) بدلاً (من موالي) ، ولكن المعنى يبقى واحداً ، وهكذا الأمر بالنسبة إلى النسخة المطبوعة ، ولكن الغالب في (المولى) (ج الموالي) تعني المحرّر من العبودية ، ويمكن للكلمة هنا أن تشير إلى أنّ أحد أجداده معتق من قبل يزيد بن معاوية(٣).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) المصدر أعلاه ، ص ١/١١٦ ؛ وأيضاً : ص ٢٣/١٢٦.
(٢) المصدر أعلاه ، ص ٣٩ ، وجاء في بعض النسخ (الثقات) بدل (النصّاب) تصحيفاً ، خاصّة إذا فسّرنا كلمة (موالي) بمعنى المحبّين. أو دقّقنا النظر في النسخة (الرضوية) والنسخة (المرعشية).
(٣) إنّ لكلمة (المولى) الكثير من المعاني ، وقد فسّرت في أغلب الكتب الرجالية وفي أسانيد الحديث بالمعتق والمحرّر. وإنّ ذكر هذا الوصف في الكتب الرجالية للإشارة إلى أنّ إعتاق الرقبة يؤدّي إلى نوع من انتساب المعتق (بالفتح) أو نسله ـ المولود بعد الانعتاق ـ إلى الشخص المعتق (بالكسر) أو قبيلته. ولذلك تتقيّد الكتب الرجالية ـ