إنّ وجود هذا العدد الغفير من الرواة يدفع الاحتمال القائل : أنّ الكليني كانت بحوزته نسخة أو نسخٌ من كتاب المسائل لمحمّد بن مسلم قد نقلها بسند واحد ـ أو على أكثر التقادير بسندين أو ثلاثة أسانيد ـ وذلك أنّه على فرض وجود اختلاف بين نسخ الكتاب ـ الذي يمكن أن يكون اختلاف الطرق دليلا وأمارة عليه ـ إلاّ أنّه لا يعقل أن يكون الكليني قد استفاد من سبعة عشر كتاباً (على عدد الرواة من محمّد بن مسلم)(١) ؛ ولأجل ذلك فقد قمت بتغيير طريقتي في العمل ، فلم أعتمد في التنقيب والتفحّص عن المصدر الذي اعتمده الكليني في نقل روايات (مسائل) محمّد بن مسلم ، بل عمدت إلى دراسة الأسناد من نفس الكليني (أيّ أنّني ابتدأت من الراوي المتأخّر إلى الراوي المتقدّم)(٢).
مشايخ الكليني في روايات المسائل :
إنّ أكثر روايات (مسائل) محمّد بن مسلم قد رواها الكليني عن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) وكلّ هؤلاء الرواة السبعة عشر (أي غير الرواة ١٠ و ١٤) كانوا أصحاب مدوّنات ربّما لأكثر من تأليف واحد وكانوا يعدّون من ضمن مؤلّفي الشيعة. للاطّلاع على هؤلاء الرواة الخمسة عشر وعلى مصنّفاتهم ، انظر الترتيب التالي من ميراث مكتوب شيعة از سه قرن نخستين هجري ، ص٣٠٠ ، ٣٠٤ ، ٢٢٩ ـ ٢٣٠ ، ٣٤٥ ، ٤٥٤ ، ١٨٤ ـ ١٨٥ ، ٢٦٢ ، ٢٦٣ ، ١٩٦ ـ ٢٠١ ، ٣٦٨ ، ٣٧٠ ، ٤٢٧ ، ٤٢٨ ، ١٧١ ، ١٧٣ ، ٢٦٥ ، ٢٦٦ ، ٢٣٩ ، ٢٤١ ، ٤٢٣ ، ٤٢٥ ، فهرست أسماء مصنّفي الشيعة ص٤٠٨.
(٢) إنّ تدقيق وتطبيق سلسلة الأسانيد إذا تمّ من الراوي المتأخّر إلى الراوي المتقدّم فسيكون أكثر دقّة وأكثر نفعاً ، فإنّ تعيين سقطات الأسانيد والتصحيفات والاطّلاع الصحيح على التلميذ والأستاذ (المجاز والمجيز) في هذه الطريقة تكون أقوم وأضبط.