الأنوار الجلاليّة في شرح الفصول النصيريّة

قائمة الکتاب

البحث

البحث في الأنوار الجلاليّة في شرح الفصول النصيريّة

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
إضاءة الخلفية
200%100%50%
بسم الله الرحمن الرحيم
عرض الکتاب

الأنوار الجلاليّة في شرح الفصول النصيريّة

الأنوار الجلاليّة في شرح الفصول النصيريّة

الأنوار الجلاليّة في شرح الفصول النصيريّة

تحمیل

شارك

صريح العقل بأنّ المعدوم لا يكون مؤثّرا؟.

والثاني وهو أن يوجدا على التعاقب ، فباطل أيضا لاستحالة كون المعدوم أثرا أو مؤثّرا.

قوله : «ولا يرد علينا الأضداد» جواب سؤال مقدّر يرد على قوله باستحالة تأثير أحد الاستحقاقين في الآخر حال وجودهما معا أو تعاقبهما. وتقريره : أنّكم قائلون بمثل ذلك في المزاج وتفاعل المتضادّات فيه كالحارّ والبارد ، وإذا اجتمعا وجدت بينهما كيفيّة متوسّطة في المزاج ؛ فإنّ الحارّ يؤثّر في البارد ويكسر سورته (١) ، ثمّ البارد يؤثّر في الحارّ ويكسر سورته (٢) ، وإذا جاز مثل ذلك في الأضداد فلم لا يجوز هنا في الطاعة والمعصية؟

أجاب بالفرق ؛ فإنّ الأضداد لا يؤثّر أحدهما في الآخر حتّى يصير المغلوب غالبا ، بل صورة كلّ واحد منهما تؤثّر في مادّة الآخر ، بخلاف مذهبكم ؛ فإنّ عندكم كلّ واحد من الاستحقاقين مؤثّر في الآخر.

قال : وأمّا المذهب الثاني ـ وهو أن يثاب ثمّ يعاقب ـ فمتروك بالإجماع فلم يبق إلّا الثالث ، وهو أن يعاقب عقابا منقطعا ثمّ يخلد في الجنّة ، وهو الحقّ المناسب للعدل. وما عبّر عنه بالميزان ، فهو كناية عن العدل في الجزاء.

أقول : قد مرّ بيان المذهب الثاني وبطلانه ، فلا حاجة إلى إعادته. فلم يبق إلّا الوجه الثالث ، وهو المناسب للعدل ؛ لأنّ فيه توفية لكلّ من الاستحقاقين مقتضاه ، ولقوله تعالى : (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) (٣).

قوله : «وما عبّر عنه بالميزان ...» إلى آخره. جواب سؤال مقدّر تقريره : أنّه ورد في النقل الصحيح ذكر الميزان كما في القرآن في قوله تعالى : (وَنَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ) (٤). وكذا في الأخبار الصحيحة ، وأنّ له كفّتين.

أجاب بالحمل على العدل في الجزاء ، وإلّا فالطاعة والمعصية عرضان فكيف

__________________

١ ـ «ن» : صورته.

٢ ـ «ن» : صورته.

٣ ـ الزلزلة / ٧.

٤ ـ الأنبياء / ٤٧.