واحد بسلاحه ، وجرابه وراء ظهره على أكمل الصفات. ثم الطنابرية (١) وأصحاب الموسيقا منهم بعملهم ، وانقسم جميع العسكر فئتين : فئة تقدمت أمام الباشدور ومن ذكر معه في كدش خاص ، واتبعه الرفقاء في أكداش أخرى ، وتأخرت الفئة الأخرى وراء الجميع ، وسار الكل على هذه الحالة الموصوفة إلى أن وصلوا إلى المحل المعين للنزول. وكلما مررنا بوسط محج يبقى المحجان اللذان (٢) عن اليمين واليسار في غاية الازدحام من أهل البلد رجالهم ونسائهم وكهالهم وصبيانهم وهم منا يتعجبون ، ومن زينا يستغربون ، فقلت إذ ذاك في ضميري لعدم الكلام إذ ذاك مع سميري ، إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم / ٣١ / كما تسخرون.
صفة الدار التي نزل بها الباشدور وأصحابه
وأما المحل الذي كان معينا لنزولنا فيه ، وهو الذي به نزلنا فيسمى بلغتهم أوطيل مرسيلية (٣) ، وهي دار مربعة الشكل نحو خمسين خطوة طولا ومثلها عرضا ، وفيها سبع طبقات ، في كل طبقة عدة بيوت مربعة ، تسمى صالات وكل صالة بها سراجم عديدة ، طول كل سرجم أزيد من خمسة أذرع ، ودفتان بالزاج وأخريان بفتقيات الساج. وعلى كل سرجم ستران من خفيف الثوب ، مثل طول ذلك الباب من الثوب المعروف بالعدوتين (٤) المنقر عليه في الأبيض ، وتوريقه في غاية الرونق والكمال ، والحسن والجمال ، والستر الآخر من الكمخة (٥) خضراء أو حمراء مثل ذلك الطول المذكور بأعلاه ، وبأسفله ترييشان (٦) من الحرير على لونه وبخدي كل سرجم
__________________
(١) نفس الملحق : ٤.
(٢) في الأصل المحجين الذين وهو خطأ.
(٣) فندق أو نزل المدينةville de L\'hotel. وثائق أرشيف وزارة الخارجية الفرنسية بباريس.
(٤) يقصد الرباط وسلا.
(٥) انظر شرحها في الملحق رقم : ٤.
(٦) نفس الملحق : ٤.