عن صراطها المستقيم.
٤٣ / كراء هذه الدار في السنة
وهذا الأوطيل الموصوف ، قيل إنه مكترى بخسة عشر ألف ريال في السنة ، وفيه من الرجال والنساء خلق كثير مكلفون بتلك الصالات التي به وبمن ينزل بها ، وبما يحتاج إليه. وفي كل صالة أيضا شيء كالمسمار ناتئ بأحد الجدران فمن احتاج لشيء يدفع ذلك المسمار إلى نحو الجدار ، فيسمع للناقوس نقرات (١) متتابعة ، فيسمعه المكلف بتلك الصالة ، فيأتي إليها سريعا ، ليتكلم معه فيما يحتاج إليه ، والعجب من ذلك فإنه إذا تكلم ناقوس يعرفونه ويقولون : هذا ناقوس صالة كذا في طبقة كذا لا يخطئه أصلا.
وفي مساء يوم الأحد (٢) الذي دخلنا فيه لمرسيلية بعد صلاة العصر أوتي إلينا بكدشين اثنين يجر كل واحد منهما فرسان بقصد الركوب فيهما للطواف ببعض زقاق البلد على عاداتهم ، بقصد الفرجة والانبساط ، وذلك من مزيد الاعتناء والبرور بما حصل لمتولي البلد (٣) بقدوم الباشدور. / من الفرح والسرور ، فنهضنا إلى العربتين أي الكدشين المذكورين ، فتقدم الباشدور إلى الكدش الأول وركب فيه وركب معه الترجمان الوارد معه من طنجة ، واسمه مونج الفرنصيص (٤) وركب الأمين
__________________
(١) يقصد المنبه أو الجرس.
(٢) ١١ جمادى الأولى عام ١٢٩٣ ه / ٤ يونيو سنة ١٨٧٦ م.
(٣) الترجمان Scheffer أخبر وزارة الخارجية الفرنسية بباريس بوصول السفير الزبيدي إلى مرسيليا مرهق بالسفر ، ويرغب في الاستراحة بعض الوقت وزيارة أهم المرافق الصناعية بها ، وأنه لن يسافر حتى يوم الأربعاء ٧ يونيو ١٨٧٦.
M. A. E. F.) A. D (, CorresPondance Politique, Maroc, Volume 40, Folio 171.
مرسيليا في ٥ يونيو سنة ١٨٧٦ م.
(٤) ترجمته ستأتي فيما بعد.