نشر قوالب السكر وتقريضها
ثم أوتي بنا إلى محل آخر فيه خلق كثير من النساء والرجال ينشرون القالب الكبير من السكر كما ينشر العود حتى يصير القالب الواحد مثلثة على هيئة المثلث ، وكيفية نشره أن الرجال المكلفين بالنشر جالسون (١) على الشوالي وأمام كل واحد منهم بقربه ناعورة تدور دورانا سريعا حرفها كالمنشار والله أعلم. وهي على قدر ناعورة الشراط ، من حديد مهند رقيقة كرقة المنشار. هكذا ظهر لي بحسب الأمارات الدالة على ذلك ، فيعمد هذا الرجل المقابل للناعورة فيمسك رأسه بيديه ، فيجعل طرف القالب من جهة قعره متصلا بتلك الناعورة ، أي بحرفها ، ويدفعه إليها دفعة واحدة ، فتقطعه الناعورة / ٥٩ / وعند ذلك يكون متعلم قبالته ، والناعورة بينهما ، فاللوحة التي تنفصل من القالب أولا هي أصغر ألواحه ، يتلقاها حين النشر ذلك المتعلم ، والباقي من القالب بيد صاحب الناعورة ، فيعيد عمله بأن يقدم قعر القالب إلى الناعورة ، ويدفعه إليها فتشقه أيضا فتنفصل منه لوحة أخرى أكبر من الأولى فيتلقاها المتعلم أيضا وهكذا ثالثا ورابعا وخامسا وهلم جرا حتى يتم القالب. وغلظ اللوحات بقدر واحد غير مختلف لما ستعلمه بعد بحول الله.
ثم إن هذا المتعلم حين يتلقى اللوحة المنفصلة من القالب يدفعها عاجلا من غير تراخ لرجل آخر ، عن يمينه صاحب ناعورة النشر أو يساره جالس كجلسة صاحب الناعورة. فيقبض تلك اللوحة من السكر من المتعلم ، وينشرها على طولها نشرا مستويا خطوطه ، بحيث يدفعها إلى نواعير صغيرة تدور كأسرع ما يكون ، فتخرج تلك اللوحة مقسومة طولا قسمة مستوية ، كل قسمة منها كالفتقية مربعة ، ثم تأتي متعلمة أخرى وتأخذ / ٦٠ / تلك الفتاقي ، وتدفعها شيئا فشيئا لمتعلمة أخرى جالسة على كرسي ، وأمامها مكينة صغيرة تقرض بها تلك الفتاقي من السكر تقريضا مستويا بسرعة ، والمكينة تخدمها بيد واحدة ، ويدها الأخرى تناول بها الفتقية إلى المكينة ، بحيث تدخلها في فرجة وهي تحرك يد المكينة ، فتخرج الفتقية مقسومة
__________________
(١) في الأصل جالسين ـ خطأ ـ.