نحو أربعة أذرع ، وعرضها نحو ثلاثة أذرع ، وعلوها نحو ثلاثة أذرع أيضا. وفق هذه الرخامة صندوق رخام أسود أيضا ، يقال إن نابليون المذكور في ذلك الصندوق ، وقدام هذه القبة قريبا منها قبة أخرى أعلا منها ، مقبية بالزاج ، به طلاء كالتذهيب ، والشمس مشرقة عليه ، فتحسبها نارا تتوقد في تلك القبة ، وتحتها صورة آدمي مرفوع على شيء لم أدر ما هو (١). ومن يرى ذلك بعين المباهاة والافتخار ، فإنا رأيناه والحمد لله ببصيرة الاعتبار ، ونفوذ حكم الواحد الجبار ، لمن الملك اليوم لله الواحد القهار.
صور المحاربين وآلات الحرب في سالف الزمان (٢)
ثم خرجنا من تلك البقعة وأوتي بنا إلى بيوت فيها صور محاربين فيما سلف بنحو ثلاثمائة سنة كما قيل ، وهم لابسون الزرد (٣) والبيض (٤) على رؤوسهم ، لا يرى من وجوههم شيء وتلك البيضة مسبلة على وجوههم ، فيها ثقب مسامتة / لأعينهم وأنوفهم وأفواههم. منهم من هو راكب على فرس ولجامه بيد الراكب عليه ، والطرادة بيده ، وعن يمينه ويساره صور أخرى. وهم متتابعون (٥) على هذه الكيفية ، والدبابيز التي كانوا يقاتلون بها موضوعة هناك ، لأن ذلك كان قبل ظهور البارود كما قيل. ووجدنا هناك المكاحيل التي صنعت حين ظهور البارود ، وطولها نحو ستة أذرع ، وهي غليظة جدا لها نجش يقال إنهم كانوا يخرجونها بلا زناد ، بل كما يخرج المدفع ، وهي مختلفة في الطول والقصر. وهناك صور بعض أهل الهند فرسانا ورماة ،
__________________
(١) بوسط الضريح مقصورة يتوسطها المسيح وهو مصلوب. (نفس المرجع).
(٢) يوجد بقصر ليزانفاليد متحف للعدة الحربية القديمة. (نفس المرجع السابق).
(٣) الدرع المزرودة يتداخل بعضها في بعض. ج. زرود. (المنجد).
(٤) مفردها البيضة وتعني الخودة التي تجعل على الرأس للتوقي من ضربات السيوف والقنابيل. (الموسوعة العسكرية ، ٢ : ١٨٩.).
(٥) بحيث يخيل للمرء أنه وسط جيش من القرون الوسطى.