مائتان ألف ريال لجنس الفرنصيص وباقيها لأجناس أخرى (١) هناك ، ويدفعون عنه وظيفا للمخزنذ. وكان هذا آخر ما رأينا بهذه الدار.
دار المطبعة
وفي يوم الثلاثاء السابع والعشرين من جمادى الأولى المذكور (٢) خرجنا لدار المطبعة (٣) فدخلنا لبيت منها وجدنا في وسطه تأليف الإمام سيدي خليل (٤) بخط المطبعة بالعربي ، والقاموس (٥). لكنه مميز بخطهم ، وهذا البيت مربع يحيط به
__________________
(١) بهذه الدار تم ضرب الريال الحسني ، كما جاء في رسالة السلطان الحسن الأول إلى نائبه بطنجة (... وبعد ، اقتضى نظرنا الشريف ضرب سكة شرعية تتصارف بها رعيتنا ، في إيالتنا السعيدة ... أن يضرب مقدار خمسة ملايين من العشرين مليونا من الفرنك المذكور. ريالا وزنه عشرة دراهم شرعية يكون مماثلا لريال الفرنسيس في المعيار والصفاء ، ومقدار مليونين منها يضرب نصف ريال وزنه خمسة دراهم شرعية يكون مماثلا للفرنك الفرنسيسي في المعيار والصفاء ، ...) الإتحاف ، ابن زيدان ، ٢ :٤٣١ ـ ٤٣٣. وبعد أن ضرب بفرنسا رفض المغرب قبول هذه السكة المخالفة للمتفق عليه في شأنها ، لكنه أرغم في النهاية على قبولها على علاتها ، من هنا جاءت الكارثة ، فصارت قيمتها تنحط شيئا فشيئا عن الريال الفرنسي مما أدى إلى أزمات الاقتصاد المغربي ، وآلت محاولة الإصلاح إلى فساد.
محمد المنوني ، مظاهر يقظة المغرب الحديث ، الرباط ، سنة ١٩٧٣ م ، ١ : ٨٥ ـ ٨٦) وذلك سنة ١٢٩٨ ه / ١٨٨١ م.
(٢) ٢٠ يونيو سنة ١٨٧٦ م.
(٣) يقصد المطبعة الوطنية Nationale ImPrimerie وهي معمل ضخم أسسه الملك لويز الثالث عشر سنة ١٦٤٠ م ، وفي سنة ١٨٠٩ م اختصت بطبع قوانين الدولة وكتب العلوم والصنائع التي تعينها الدولة ، مع طبع ما يتعلق بالوزارات والإدارة العامة ، وتطبع بها الكتب المؤلفة باللغات الشرقية ومنها العربية
Grand.EncycloPedie ,N. ١٣. P. ١٧٥.
(٤) ابن إسحاق ، فقيه مالكي من مؤلفاته «المختصر» توفي بالقاهرة حوالي ١٣٧٤ م. المنجد.
(٥) المحيط ألفه الفيروز ابادي المتوفى ١٤١٤ م ، رتبه البستاني في كتاب «محيط المحيط» المنجد.