مدة ملاقاتنا مع كبير العسكر في الحدادة ، تبقى مدة السفر خمس سوايع وإحدى وعشرين دقيقة. وعند دخولنا لهذه البلدة وجدنا (١) ذببابها قبة عظيمة والعسكر أيضا في زي مخالف لزي عسكر الفرنصيص ، لأن الشمارير التي على رؤوسهم على هيئة الدلاء محدبة القعر ، وهي من جلد المعز لا زال بشعره وبأيديهم السيوف لا غير ، كل واحد موقف سيفه بين جبهة عينيه ، فتلاقى كبيرهم بالباشدور وتأدب كما يجب ، ودخلنا للمدينة فوجدنا في طرقها متسعة ، وأناسا مكلفين بالكنس والرش والبناء الذي يجدد بها حينئذ /١٥٧/ يبنى على كيفية الأبنية بباريس.
صفة الدار التي نزلنا بها في ابركصلاص
فأتى معنا ولد الوزير المذكور إلى الأوطيل الكبير في تلك البلدة ، وأنزلنا به في الطبقة الأولى قائلا : ليلا يصيبكم التعب في صعود الدرج والنزول منها. فنفد لنا منه مواضع منتخبة (٢). وأماكن مزخرفة في كل مكان منها موائد للأكل ، وشيليات عديدة ، وكنابيس كذلك ، وفرش لينة مع أغطية ، ووطاءات من قطن باردة ، قد تبدى
__________________
(١) طرة بالهامش أدرجتها في مكانها بين نجمتين* ...*.
(٢) هذه بعض التفاصيل التي أوردتها الصحافة البلجيكية عن كيفية تهييء الغرف التي يسكنها أعضاء السفارة المغربية بفندق منجيل ، البهو الخلفي يستعمل كغرفة للطعام ـ الرئيس الكبير ـ وضباطه ، وعلى اليسار قاعة حولت إلى مطبخ به آلات الطبخ coudin وتنكات مغربية ، إن هذا في منتهى الغرابة. بالجانب هناك مرقد مشترك حيث يكون فيه منفذ الأعمال السامية أي الجزار ، قائما بالصلاة على الساعة الثالثة والنصف ، إن تكبيراته لمحمد لا تنقطع. الخدم الآخرون وهم ـ خادم الغرفة ، والحلاق ، وخادم السفير وأجيروا القرآن ، تلقوا التعليمات بعدم الخروج أثناء غياب السفير. إن وجباتهم تتكون من لحم الخروف ، والأرز ، والشاي وحلويات ، والجزار بعد توجيه دعواته للنبي ، على السنة المحمدية بدأ يسلخ الخرفان الذكور والدجاج في البهو الخلفي ، ولا يأكل اللحم إلا مرة واحدة في اليوم ، لا خمرة على الطاولة ، شاي ، شاي دائما. (j.de ,Bruxelles) Belgique G.D.B.R.A.ler ابروكسيل.