وذكرت الترجمة العديد من الأساتذة والشيوخ منهم «... الأستاذ محمد العلو السلاوي ... الأستاذ محمد بن الجيلاني الحمادي في مبادئ علوم قراءة القرآن ... الأستاذ محمد بن طلحة الصباحي ... الأستاذ عبد السلام بن طلحة ... العلامة محمد بن عبد العزيز محبوبة السلاوي ... العلامة أبي بكر بن محمد عواد السلاوي ...»، وغيرهم.
مما لا شك فيه أن صاحب الترجمة سيدي ادريس الجعيدي ، لما يوصف به من شغف بالعلم وحب أهله ، أنه درس هو الآخر على هؤلاء الأساتذة وانتفع بعملهم واستفاد من الجو الثقافي الذي كانت تعرفه مدينة سلا ، وكانت (١) «... تصل إليها بعض المجلات العلمية والجرائد السيارة تأتي من مصر والشام وفرنسا ...». هذا في ما يخص الدراسة أو الثقافة العامة ، غير أن إدريس الجعيدي اهتم بدراسة العلوم الحديثة كالرياضيات ، وعلم الفلك الذي برع فيه كاختصاص.
أهم شيوخه في علم الفلك
كما جاء عند ولده عبد القادر الجعيدي في إحدى أوراقه المخطوطة بخزانته بباب حساين بسلا «إن والدي رحمه الله كان تبرز في هذا الفن وغيره ، وتميز تحقيقا وتدقيقا وتنظيرا واستخراج الكنوز الغامضة من قعر معادنها ، وقد أخذ هذه العلوم عن عدة علماء ... منهم سيدي الجيلاني الرحالي بمكناس (٢) هو الذي صنع رخامات بجامع مكناس ... ثم أخذ والدي أيضا على الشريف المتفنن سيدي عبد السلام العلمي (٣)
__________________
(١) الاستقصا ، الناصري ، جزء ١ : ٩.
(٢) ميقاتي مكناس السيد الجيلاني بن عزوز الرحالي ، انتدبه السلطان الحسن الأول لتدريس نجباء طلبة الجيش عام ١٣٠٢ ه ، وتوفي عام ١٣٠٩ ه. (انظر ترجمته بإتحاف أعلام الناس ، ج ٢ : ٢١٢ ، ٢١٤ ، ٢٤١).
(٣) الميقاتي عبد السلام بن محمد بن أحمد الحسني الفاسي ، المتوفى ١٣٢٣ ه / ١٩٠٥ م ، عينه الحسن الأول ليدرس الطب الحديث بقصر العيني بالقاهرة عام ١٢٩١ ه / ١٨٧٥ م. (انظر مظاهر يقظة المغرب ، المنوني ، ج ١ : ١٨٥. الطبعة الأولى عام ١٩٧٣ م).