للبدن برودتها من فوق الثياب ، وكذلك فيها من الثريات والماريو وغير ذلك من الزرابي والأواني المحتاج إليها. وفي وسط هذا الأوطيل خصة كبيرة ، وبقطبها الذي في وسطها ثلاث خصص متصاعدة متفاوتة في الصغر والكبر. وبين السفلى والعليا نحو خمسة أذرع ، والماء ينبع من الأنبوب الذي في وسط العليا عن ثقب ضيقة متعددة ، فتراه يخرج منها متصاعدا ، ثم ينحدر إلى الخصة العليا ، ومنها ينزل إلى التي تحتها ، ومنها ينصب إلى التي أسفلها ، وبينها وبين الخصة الكبرى ثلاث تصاوير على صور الآدمي ، كأنهم هم الحاملون للخصص التي فوقهم. وبمحيط جدران براح هذا الأوطيل أشجار صغيرة ومحابق عديدة. وفيها قفص كبير ، فيه طيور كثيرة ، على أشكال منها : طيور في جرم البرطال. لونها أخضر (١) ذو وجهها مع نصف رأسها أحمرذ ، ومنها ما هو في جرم الطير المعروف عندنا بشرقراق (٢) ، وهي تترنم في بعض الأوقات ، /١٥٨/ وتتكلم بصوت مستحسن ، وبالجملة فهي دار منتخبة ظريفة ذات مرافق ومنابع ، قيل إن فيها نحو ثلاثمائة منزل ، وليس عندهم في بلدهم أحسن منها ، وليست كالدار التي كنا نازلين فيها في باريس ذبل تلك أعظم وأكبرذ فشتان ما بين السماء والقمر.
الملاقات مع الوزير
وبمجرد وصولنا ونزولنا بهذه الدار أتي قائد مشورهم (٣) إلى الباشدور يحمده في السلامة ، وطلب منه بأدب كبير ، أن يعين له الوقت الذي يتلاقى فيه مع وزير الأمور البرانية في الغد ، يريد يوم الثلاثاء الرابع منه ، فاعتذر له بتلطف عن اللقاء في ذلك
__________________
(١) طرتين بهامش الصفحة أدرجتهما في مكانهما بين نجمتين* ...*.
(٢) أو الشرقرق هو الأخيل مرقط ، في أجنحته سواد كريه الرائحة كثير الصوت (المنجد).
(٣) وبعد نصف ساعة ، حضر المرافق العسكري للملك الجنرال Ponthoz nder CPaien لتقديم الترحاب باسم جلالته. : ٥١٨(ARCH.HIST.DIP) M.A.E.R.B.