الملاقات مع عظيم دولتهم
وبعد ذلك بل عند رجوعنا وجد الباشدور (١) كتابا مطبوعا وجهه له وزير الأمور البرانية ، تضمن الإذن له ولأصحابه بالطلوع إلى دار ملكهم ، وأنه هو وزوجته يأذنان في الطلوع بقصد الملاقاة معهم ، في الساعة الثانية من يوم الخميس السادس من شهر تاريخه ، فحين قربت هذه الساعة وجه ثلاثة أكداش من الأكداش التي يركبها هو ووزراؤه. كل كدش يجره ستة من الخيل ، يتولاه نفر من خاصة عسكره ، كساويهم جلها ذهب ، وكذلك سرج هذه الخيل ، وآلات الجر جلها مرصع بالذهب ، فركب الباشدور في كدشه أمامنا ، وتبعناه في كدشين في أثره ، وأخذت الخيل في السير هونا ، تتحرك قليلا قليلا حتى كأن في ذلك إشارة إلى أن هذه الخيل تجر أمرا عظيما لملكهم (٢) ، وحين قربنا من داره وجدنا صفوفا كثيرة من العسكر صفا وراء صف ، وأصحاب الموسيقا والطنابرية مشتغلون بعملهم ، وكبراؤهم يشيرون بالسلام بتأدب على عادتهم. وعند وصولنا إلى دار ملكهم ودخلنا إليها وصعدنا معارج للدخول عليه
__________________
(١) «... أتشرف بإعلامكم أن جلالة الملك وجلالة الملكة يقتبلانكم في قصر بروكسيل في الساعة الثالثة من هذا اليوم ...». ابن زيدان ، الإتحاف ، ج ١٢ : ٢٨٨. كما طلب منه نسخة من الخطبة التي سيلقيها أمام الملك ليهيء جوابها فدفعها له.
(٢) «.. الخميس ٢٩ يونيو على الساعة الثانية ، استقبل سيادته استقبالا رسميا من طرف ملك بلجيكا وبحضور الملكة مرفوقين بحاشية الشرف ، وقد غاب عن الاحتفال الضباط السامين للتاج ، وقد حضر السفير المغربي في العربتين المخصصتين للحفلات الكبيرة ، يجر كل واحدة ستة خيول وطاقمها ، التي نقلته خصيصا من الفندق ، وقد رافقه أمام القصر كتيبة من المشاة بقيادة مقدم ، وعلم موسيقى الفيلق ، وكانت مراسيم الحفل هي المراسيم الخاصة باستقبال السفراء ، وقد حضرها القنصل العام بالمغرب. السفير الزبيدي لم تكن لديه أوراق اعتماد خاصة ، ألقى خطابا أمام الملك الذي قبل الرد عليه بكلمة جوابية ، وبعد ذلك استقبل السفير من طرف الأمراء والأميرات». نلاحظ التشابه الكبير بين ما ذكره الجعيدي ، وبين ما جاء في تقرير وزارة الخارجية البلجيكية.
M. A. E. R. B) ARCH. HIST. DIP): 518.