دائرة في جدار أبيض ، وفي مركزها طلاء أسود أو أحمر ، ويضربونه بالمدفع بكورة واحدة ، فيصيبون ذلك الطلاء بخصوصه في بعض الأوقات مع صغر جرمه. وهذه العمارة التي تجعل في تلك المدافع ، لصاحبه الاختيار ، إن شاء أخرجها دفعة واحدة ، فتخرج كالحاضرون المعروف ، وإن شاء أخرج منها رصاصة أو ثنيتين أو أكثر ، وإن شاء أخرجها متتابعة فعل ، فالسبت في يده أي اليد التي يحركها /١٦٨/ إن شاء طوله وإن شاء قصره ، وكذلك إذا أراد أن يضرب بعمارة واحدة الصف المقابل له ، من اليمين إلى اليسار ، يجذب المدفع إليه حالة رفع تلك اليد ، فتجد فمه يدور إلى جهة اليسار حين خروج العمارات ، ثم شكر لهم الباشدور تلك الأعمال ، فلين الأقوال فتأدبوا منكسرين بخضوع غير مستكبرين ، وركبنا الأكداش ورجعنا إلى مستقرنا.
الملاقات مع أخ عظيم الدولة وعامل البلد وصفة داره
وفي يوم الجمعة السابع (١) منه ركبنا وتوجهنا لدار أخ كبير الدولة (٢) ، وتلاقينا به بداره فرأينا منه من الفرح والسرور مثلما وجدناه في كبير الدولة ، وبعدما خرجنا من عنده توجهنا لدار عامل البلد (٣) ، فالقينا فئة كبيرة من العسكر بباب داره متحربة ، وأصحاب الموسيقى يتكلمون بها ، فتلاقينا به في قبة بداره ، وما قصر في البشاشة والتعظيم ، وأحضر موائد القهوة ، وموائد الحلواء المعقودة على الثلج ، فتناولنا من ذلك شيئا خفيفا. ووجدنا عنده بتلك القبة كنانيش فيها الشروط والعهود المعقودة بينهم وبين الدولة الفرنسوية ، ربما يزيد على تسعمائة سنة كما قيل. وهي محفوظة
__________________
(١) ٣٠ يونيو سنة ١٨٧٦ م.
(٢) الأمير فليب دوق فلاندر Flander PhiliPPe Conte de وزوجته ، انظر نص برقية الاستدعاء بالإتحاف ، ج ٢ : ٣٠٠.
M. A. E. R. B) ARCH. HIST. DIP): 518.
(٣) بقصر البلدية استقبل الزبيدي من طرف عمدة المدينة وطاف على أهم مرافقها (نفس المرجع).