العظيمة ، ووجدنا بين أيديهم صورة بطن آدمي هائل الخلقة ، وهم ينزعون منه ما هو زائد على ذاته حين الفرغ ، ويحاولون وقوفه بالبوجي بعدما ربطوه من تحت إبطيه بالقنانيب ، ثم وجدنا خدمة في بيت آخر يبردون بعض الأثاث الرقيقة التي خرجت من القوالب ، واحتاجت إلى التصفية. ووجدنا مكينة عظيمة في بيت آخر ، يخرج الريح من بعض جهاتها كصوت الثور ، ويمر بعضه على كير مجمر حداد هناك يصنع حوائج أخرى ، وهذه المكينة تدير نواعير كثيرة كل ناعورة قبالتها رجل أمامه آلة الخرط ، يركب الحاجة التي يريد خرطها في محلها ، منها ما يكون كالقضيب فيمسك من الرأسين ، ومنها ما يدخل في فرجة كبعض خواء المسك. وتصير الناعورة تدور ، وهو يأخذ بآلة الخرط من ذلك المخروط على الكيفية المرادة ، وتفعل آلة الهند في ذلك الصفر والنحاس مثل ما تفعله عندنا في العود.
الحوائج المصنوعة عندهم في بعض الأماكن
وفي يوم الأحد /١٨٠/ التاسع من جمادى الثانية (١) ركبنا مع الباشدور إلى دار تسمى عندهم دار موزي (٢) ، وهي عندهم لحفظ السلاح القديم وآلة الحرب القديمة ، مثل الدار التي رأينا في باريس ، فعند دخولنا لها وجدنا في سفيلها المدافع التي استنبطوها أولا ، وهي رقيقة طويلة ، كل مدفع موجود في سريره كالمكحلة ، وله رويضتان ، وفي خزنته فرجة يخرج منها قطعة من دائرة من حديد ، ثابتة في أجزاء الكريطة ، مأخوذة هناك لارتفاع المدفع أو خفضه. وفي أحد البيوت تصاوير خيل ، وأناس بالزرد راكبون عليها وبأيديهم المزارد. وخزانة فيها سلاح كثير قديم ، وفي صندوق من زاج مكاحيل تركية على أشكال ، وخزانتان فيها شواقير مفضضة ، وأخريان فيهما كوابيس (٣) منبتة بالفضة من عمل الترك. ووجدنا معها مكحلة
__________________
(١) ٢ يوليوز سنة ١٨٧٦ م.
(٢) المتحف الحربي الملكي ببروكسيل يقارنه مع متحف ليزانفاليد بباريس (نفس المرجع السابق).
(٣) انظر شرحه بالملحق رقم : ٤.