وصاح صيحة عظيمة كأنه فاجأه أسد ، أو حل به ما هو أشد (١).
الدار القديمة بها وبعض صفاتها وما فيها
وفي مساء هذا اليوم وجهت إلينا الأكداش ، فركبنا مع الباشدور وسرنا إلى دار قديمة عندهم في هذه البلدة لم يقفوا لها على تاريخ ، إلا أنها في ملكهم بنحو إحدى عشرة مائة عام ، وهي عندهم من ديار المخزن ، فوجدنا عامل البلد بباب هذه الدار ومعه المكلفون بها. وأخبروا أن هذه الأرض كانت بيد غيرهم من الأجناس ، وأنهم أخذوها من أيديهم فدخلنا القبة الأولى والثانية والثالثة ، وليس فيها إلا التصاوير والمرءات والشوالي. وفي الثالثة خزان معدن فيها حجر من بعض المعادن وسلاح قد صنع منه ، وفي القبة الرابعة فخار عمل التينة ، وأواني الزاج وفخار عمل النامسا ، وطبسيل كبير من عمل الهند ، /١٨٦/ وفي الخامسة لوحة فيها آلة النجارة التي تخرج عندهم الآن. وفي السادسة فخار أيضا وأثاث ومبخرة نحاس أكبر من قامة الإنسان ، كروي حرفها ، قطره أزيد من ذراع ، وناقوس معلق قيل له خمس عشرة مائة سنة ، ومقرج بديع كروي الشكل مذهب ، يده من صفر قد حبست فيه بصنعة عجيبة ، قيل كان لبعض ملوك الهند واشتري من بعض وصفائه ، وفيها حيوان ككلب النصارى الصغير قد شال ذنبه إلى ظهره وفتح يده ، وشفته العليا عظيمة كشفة الجمل (٢) ، وهو أخضر اللون ، وفي ذاته كالدماميل ناتئة كغلالة البحر، قيل
__________________
(١) الصحف البلجيكية وصفت السفير المغربي على النحو التالي : «... الحاج محمد الزبيدي رجل مسن وجميل المحيا ، ذو لحية بيضاء ، يلبس الجلباب التقليدي والعمامة البيضاء ، وله ما يقارب الستين عاما وجهه مجعد يتحرك كثيرا وضعيف ، عينه متقدة ، ويحمل معه على الدوام ابتسامة».
جريدة ابروكسيل. (j.de Bruxelles)G.D.B.R.A.ler Belgique .
(٢) يقصد التنين ، وحش جبار ليس له وجود إلا في خيال الشعب الصيني ، يصورونه بمخالب الأسد وبأجنحة الوطواط ، وذنب كذنب الحية ، شخصية خرافية تتحلى بقوة خارقة ، يحظى في بلادهم برمز قوة الإمبراطور وتفوقه على أعداء الصين. (المنجد).