يعبده بعض أهل الهند. السادسة فارغة ، وليس في وسطها سوى زربية ، وبجدرانها سراجم ، وفي السابعة شوالي وموائد بالملف الأخضر ، وسراجم تشرف على مشور هذه الدار ، وهو براح مربع محيط بالأنباح ، في وسطه خصة ، وفي الثامنة شوالي وموائد أيضا بالملف الأخضر ، وفيها كناش يضع فيه خط يده من يدخل ذلك المحل من ملوك وأكابر الملل وأعيانهم. ثم توجهنا إلى دار فيها عينات من المكاحيل التي تعمر من الخزنة ، منها عينة بخزنتها يد حديد تجذب فتفتح خزنتها من غير كسر السرير إلى أسفل ، ويجعل القرطوس في محله ، وترك تلك اليد إلى محلها فتطبق على القرطوس ، وهي المعتبرة في هذا الوقت لم يكن حينئذ أخصر منها عملا ، وفتح خزنتها بمحضرنا فإذا هي مشتملة على طرفين من حديد ، بهما ثقب وتعريج وآخر كالخيط لا غير. ثم ركبها /١٨٧/ وردها إلى محلها. ومنها نوع آخر بأسفل الخزنة حديدة مدورة كالحاضي في مكاحيل غربنا ، وهي في محله تجذب من أسفل ، فتنفتح الخزنة إلى آخر العمل. ومنها عينات كثيرة ، كل عينة لجنس من الأجناس يصنعون له مثلها ، حتى أنهم يصنعون للسودان مكاحيل طوال ذات الزناد ، ويصبغون سرائرها بالزنحفور.
فابريكة الصفر والنحاس
ثم سرنا إلى فابريكة صنع الصفر والنحاس فدخلنا إليها فوجدنا في بيت فيه سلل مصنوعة من قضبان في كل واحدة قدر من النحاس وروح التوتية والصفر ، وفي بيت آخر تقصيص ما يتساقط من ورقات الصفر والنحاس عند قطعها أو تدويرها. وصبيان هناك يجمعونه في المهاريس ، ويدقونه حتى يلتئم بعضه ببعض ليرد للتذويب. ودخلنا البيت آخر وجدنا فيه مجامير محفورة في الأرض ، مبسوطة معها مع أساس الجدار ، والنار تلتهب فيها بريح المكينة. وهي مغطاة بألواح لعلها من حديد ، قد رفعت عن فم المجمار بسلسلة من وسطها وركبت في الجدار. ووجدنا في هذا البيت قوالب مربوطة ، شكلها مستطيل ، وفم القالب مفتوح بمقدار عرض القالب ، وقد وقف ونصب مائلا إلى الأرض إلى جهة المجامير ليسهل تعميره ، ثم رفعوا غطاء مجمر