السقوط /١٨٩/ فإنها تتساقط داخل دور من حديد قد فتحت فيه قوالب لها بمقدار رقتها ، وحرفه أقصر من طولها بنحو نصف أصبع. فعند تساقطها في هذه القوالب تبقى رؤوسها خارجة من القوالب ، وحيث ينتهي بها إلى غاية الانخفاض لما بين رؤوسها رحى من حجر تدور أسفلها ، فتحدد رؤوسها عند مرورها على تلك الرحى ، ثم تأخذ في الصعود وهي لا زالت في تلك القوالب ، حتى تلقاها مكينة أخرى فيها طرف حديد لطيف ، ينزل بلطافة على رأس الفليلة فيخرجها من ذلك الدور ، فتمر عند خروجها مماسة لحديدة أخرى. وعند التماس تنزل عليها حديدة أخرى ، فتصير الفليلة مقبوضة بينهما وذنبها خارج تلك الحديدة التي كانت تماسها أولا عند خروجها ، فإذا صارت ممسوكة بينهما وذنبها خارج ، تنزل عليه مطرقة صغيرة بثلاث ضربات ، ثم ترجع المطرقة مع الحديدة الماسكة ، فتسقط الفليلة في آنية تحتها ، وقد تم عملها ، فتجمع وتدفع لصبيات في طبقة أخرى فوق هذه ، فيضعنها في الكاغد مقروة فيه على كيفيته المعهودة ، ولا حاجة إلى بسط عملهن وإن كان مما يتعجب منه ، لكن بسطه يطول.
وفي طبقة أخرى ورقات من الصفر والنحاس والسلك على أنواع ، منه ما هو رقيق كالإبر وأرق. ومنه ما هو مثل الأصبع في الغلظ ، وفيه طاسات وأكواب من صفر ، وصفر مستدير ، أظنه منه يصنع الصواني في غربنا.
دار فابريكات صنع المكاحيل وغيرها
/١٩٠/ وفي يوم الثلاثاء الحادي عشر من جمادى الثانية (١) ، توجهنا لدار فابريكة صنع المكاحيل ، فحين وصلنا إليها تلقانا كبيرها بالترحيب والتعظيم كما هي عادة كل كبير محل معنا. فصعد بنا لخزين بأعلاها ، فوجدنا فيه جميع العينات التي تصنع للأجناس كما تقدم ، وجميع عينات الكوابيس. ومن المكاحيل ما له جعبتان ، وثمن هذه العينة أربعون ريالا ، ومنها ما لها جعبة واحدة ، وتعمر من الخزنة ، وهي
__________________
(١) ٤ يوليوز سنة ١٨٧٦ م.