مكينة البلار والزاج
ودخلنا إلى فابريكة صنع الأثاث من الزاج والبلار (١) ، فوجدنا فيها بيوت النار متعددة والخدمة بل المعلمون بيدهم جعبة (٢) حديد أرق من المكحلة ، فإذا أراد صنع حاجة يدخل رأس الجعبة في بيت النار ، ويأخذ التخليطة التي في داخله القدر الذي يكفيه للآنية التي يريد صنعها ، وينفخ في الجعبة فتنتفخ تلك التخليطة لأنها تكون مثل العجين فيفتح له متعلم قالب تلك الآنية قد حفر فيها كهيئتها فيضعها في القالب وهي لاصقة في رأس الجعبة ، فيسد المتعلم القالب فينفخ المعلم في الجعبة حتى يعلم أن الريح الخارج من فيه قد ملأ القالب ، ويبقى بينهما جرم الآنية ، فيفتح القالب وينزعها ويقطعها من الجعبة بعدما يدخلها بيت النار ، ويدخل في فمها قضيبا من حديد ويديرها به على حديد مبسوط ، ويجعل عليها شيئا من الماء أو الدهن ، ويصير يعدل فاها بذلك القضيب ، بعدما يمسكها بآخر من قعرها وبآخر في رأسه شيء يسير من تلك التخليطة ، فإذا تم تعديلها يضرب القضيب الماسك لها ضربة خفيفة فينفصل عن قعرها ، فيأخذها متعلم ويضعها بمحل آخر. هكذا رأيناهم يصنعون جعبات (٣) لآنيات وقود الغاز ، وآخرون يصنعون الأباريق بالأيدي هكذا ، بعد ما يعدل فم الإبريق الذي يكون /١٩٨/ فمه معكوفا إلى أسفل يأخذ رجل آخر
__________________
(١) «... بعد ذلك توجهوا إلى Lambert Val St لصناعة الزجاج والكريسطال ، التي أثارت غرابة وإعجاب السفير ومرافقيه لأنهم حضروا تلفيق أجزاء الزجاج ، كزجاج المصابيح ، والكؤوس والقارورات ... وجابوا المخازين وتفحصوا باهتمام المواد التي أصبحت جميلة». جريدة ابروكسيل.
G. D. B. R. A. ler Belgique) j. de Bruxelles (.
(٢) انظر شرح طريقة صناعة الزجاج بالصفحات : ١٥٥ ، ١٥٦ ، ١٥٧ ، ١٥٨.
(٣) انظر شرحها بالملحق رقم : ٤.