فابريكة صنع الملف
وفي يوم الأربعاء الثاني عشر (١) منه ، توجهنا راجعين (٢) من مدينة الياج إلى مدينة بروكصلا ، فمررنا في الطريق على دار فابريكات صنع الملف ، فدخلنا إليها فوجدناهم يجعلون الصوفة أولا في صناديق مثل الصهاريج ، وهي متصل بعضها ببعض طولا ، والماء يجري فيها مثل ما يجري في الساقية المنحدرة ، والصوف تجعل في الصندوق الأول ، ونصب على كل صندوق ثلاثة قضبان من الحديد ، وألصق في كل قضيب ثلاثة قضبان مقاطعة له ، والماء يدور بها ، وبدورانها يحرك القضبان الأولان الصوفة من داخل الصندوق إلى أمامه ، وبجره لها ومرور الماء عليها يبتدئ الوسخ في الخروج منها ، وعند وصول الصوف إلى القضبان المعكوفة في الصف الأخير تعلو بها الصوف (٣) مع شيء من الماء في مجرى من حديد ، فيرتفعان أي الماء والصوف ، كل في محله يدوران الماء الذي في الصندوق إلى أن يصلا إلى غاية الارتفاع ، ثم تنزل هذه القضبان الحاملة للصوف على حرف صندوق آخر ، فينزل ذلك الماء المرتفع معها عليها ، فينزل بها في الصندوق الثاني وقد خرجت منه نقية يسيرا ، وتخرج من الثاني أنقى مما كانت في الأول ، ومن الثالث أصفى مما كانت في الثاني وهكذا حتى لا يبقى بها شيء من الوسخ ، وبقرب الصندوق الأخير جعبة من حديد أقل من القامة ، وقطر دائرها نحو ذراعين ، تدور دورانا سريعا فتخرج الصوف من
__________________
(١) ٥ يوليوز سنة ١٨٧٦ م.
(٢) في الأخير أعادت عربات Sadoine الجميع إلى الباخرة Le Michel Orban التي نقلتهم إلى الياج ، فوجدوا عربات مؤسسةDrey التي نقلتهم إلى فندق Suede ، ومثل وقت الذهاب تجمعت حشود كثيرة من الناس في الطريق. وبعد تناولهم الوجبة التقليدية الكسكس غادرواLie ? ge إلى Vervirers بعد ما شكرهم السفير الزبيدي عن حسن الاستقبال ، ومنها إلى ابروكسيل.
جريدة ابروكسيل |
G.D.B.R.A.ler Belgique (j.de Bruxelles) |
(٣) رسم توضيحي لصهاريج غسل الصوفة من إنشاء الجعيدي ، (أ): (انظر ملحق الرسوم والصور صفحة ١٧). جريدة ابروكسيل.