بغبرة بيضاء مع الماء ، يباشرن ذلك بأيديهن ، ثم رجعنا إلى مدينة بروكصلا. وفي يوم الثلاثاء الثامن عشر منه ، أخذنا في التهيئ للسفر منها.
مدينة فانطي والفابريكة التي فيها
وفي يوم الأربعاء التاسع عشر (١) منه ، خرجنا منها وركبنا في بابور البر في الساعة الثامنة صباحا ، وركب معنا نائب البلجيق قاصدين مدينة فانطي بإذن كبير الدولة ، فوصلنا إليها بعد مضي ساعتين غير ربع ، والتقى بنا قائدها وكبراء العسكر بالتعظيم على العادة (٢) ، حتى أنهم فرشوا الأرض التي نزلنا فيها من البابور بالزرابي ، وذكر القائد أنه مأمور بأن يطلعنا على المكينات التي في البلد ، فركبنا في الأكداش حتى وصلنا إلى دار فيها مكينة عظيمة هائلة لم نر مثلها فيما تقدم (٣). قطر ناعورتها الكبرى أحد عشر مترا ، ويلزمها من الفاخر سبعة آلاف قنطار في الجمعة ، وترمي في سيرها في الدقيقة الواحدة /٢٢٦/ كما ذكر ستمائة قدم ، وميزانها مائة ألف قنطار وخمسة وثلاثون ألف قنطار ، وهم يخدمون بها الكتان الذي يجعل منه شراعات المراكب لهم وللصبنيول والأنجليز والبروصيا وغيرهم. وإنهم حين استنبطوا هذه المكينة نقص من الصائر لهم الثلثان ، وصار ربحا لأرباب هذه الدار. وفيها من الخدمة المقابلين لتصفية الكتان وغزله وصفحه ونسجه خمس وعشرون مائة ، والمكينات هي المتكفلات بالخدمة ، والخدمة يباشرون منها ما خف ، كوصل الخيوط
__________________
(١) ١٢ يوليوز سنة ١٨٧٦ م.
(٢) «... استقبلوا بمحطة مدينةGano من عامل فلاندر الشرقية (La Flander) وعمدة المدينة ، وقد ألح السفير على زيارة مؤسساتها الصناعية قبل أن يذهب إلى أنجلترا ...».
جريدة ابروكسيل |
G.D.B.R.A.ler Belgique ) j.de Bruxelles.( |
(٣) «... بعد استراحتهم توجه الوفد المغربي عن متن خمس عربات لزيارة مصنع نسج الكتان» La Manufacture de lye " ثم لاكنطواز … La Cantoise».
M. A. E. R. B) ARCH. HIST. DIP): 518.