الذي توجه ترجمانا مع الباشدور بدولتهم ، وطلع معه الجلنار كبير العسكر ورئيس المرسى ، وتلاقوا هناك مع الباشدور ، وأظهروا فرحا وسرورا كبيرا ، وعند ذلك ودعه خليفة الوزير المذكور ، ثم نزل الباشدور إلى البر معهم ونحن في أثره ، وقد فرشوا الطرق بالزرابي ، فوجدنا فئة عظيمة من العسكر متحربا ، وأصحاب الموسيقا مشتغلون بها ، ورفعوا سنجق الإسلام ، وأخرجوا المدافع (١) ، ونبهنا لسماعها ولد الباشدور المذكور ، وعلى رفع سنجق الإسلام ، كل ذلك تعظيم للجناب الشريف ، فنزلنا فأدخلنا لمحل مزخرف بها ، وتناولنا هناك شيئا من الحلواء والقهوة ، واسترحنا هناك إلى الساعة الثالثة ونصف.
فركبنا في بابور البر في عربة من عربات المخزن بلغت الغاية في الكبر والزخرف والشوالي المتعددة والكنابيس في زوايا بها ، وعند طلوعنا إليها وجدنا فئة أخرى من العسكر ، ذكر ولد الباشدور المذكور أنه من عسكر خيالهم ، سراويلهم فوق الركب ، وقصبة أرجلهم بادية ، وتقاشيرهم (٢) فوق البلاغي إلى مجاوزة كعب أرجلهم. وأصحاب الموسيقا منهم يضربونها بنغم رقيقة كنغم الغياطة عندنا يستلذها السامع.
/٢٣٠/ محل النزول باللوندريز
وفي الساعة الخامسة وخمس وثلاثين دقيقة من مساء يوم الخميس المذكور ، وصلنا إلى مدينة اللوندريز ، فكان مدة مسير هذا البابور بنا من مدينة ذوفر إليها
__________________
(١) عند وصول الباخرة DuPerlement Echo لمدينة دوفرDouvers أطلقت بطاريات الميناء القديم ١٩ طلقة نارية وتقدمت الفرقة ٧٨ الإسكتلنديةHighlanders لتحية السفارة المغربية ، ورئيس المنطقة الجنوبية ـ الشرقية الجنرال ماجورParke ، والكابتان Brulle ـ والدبلوماسي روبرت ابن السفير هاي دريموند هاي المقيم بطنجة كترجمان مرافق (انظر ترجمته بالصفحة ٢١٦) من تقرير السفير الإيطالي بلندن.
S. P. E. I) D. M. Smith (.
(٢) انظر شرحه بالملحق رقم : ٤.