الهند يعلو كثيرا وينبسط ، ومنه نخيلات صغار ساقها كقامة الإنسان ، منها ما هو ساقها أغلظ من القصبة بيسير ، ومنها ما هو أغلظ ، وأوراقها مختلفة في الرقة والغلظ ، وفي هذه العرصة أسرة وشوالي متفرقات في أماكن ، يخرج الناس إليها بقصد الانبساط والاستراحة ، وهي لجانب المخزن.
وفي يوم الاثنين /٢٣٢/ الرابع والعشرين (١) منه ، كنت مع الترجمان المذكور في محل نزوله في غرض مخزني ، فقدم عليه رجل منهم بكتب من قائد المشور المذكور ، فقرأها وأملى علي واحدا منها ، فكان يوصيه فيها على الباشدور والبرور به ، والوقوف معه ، وتنفيد كل ما يحتاج إليه ، ويخبرنا أن سلطانتهم ليست في اللوندريز ، وأنها خرجت لبلدة أخرى (٢) بقصد الاستراحة فيها ، ومع تلط الكتب ورقات من ولد السلطانة ، عين في كل واحدة اسم الباشدور واسم أصحابه يدعوهم للحضور لعرصته ، إلى فرجة تعرف عندهم بالكونبطى في الساعة الرابعة من يوم الثلاثاء الموالي.
صفة سجن بحومة اللوندريز
وفي مساء يوم الاثنين المذكور توجه بنا الترجمان إلى رؤية سجن من سجونهم (٣) ، فوصلنا إليه فوجدنا فيه بيوتا صغارا جدا بعضها مقابل لبعض ، ممتدة
__________________
(١) ١٧ يوليوز سنة ١٨٧٦ م.
(٢) «... لا أظن أن الملكة قد اتخذت قرارا لاستقبال السفير المغربي استقبالا رسميا ، وحتى البارحة ليس هناك خبر ينفي أو يؤكد هذا ، ومن المحتمل أن الملكة ستستقبله في مقر إقامتهاOsborne ، في حالة خاصة ... «من تقرير سفير إيطاليا بلندن Menabrea إلى وزيره Melegari الذي كان يتتبع تحركات السفارة المغربية عن كتب. (D.M.SMITH) S.P.E.I .
(٣) الخلفية السياسية لهذه الزيارة ، تمكن في شروع الإصلاح الذي تقدم به دريموند هاي عند اجتماعه بالسلطان الحسن الأول بفاس يوم ٢٢ أبريل سنة ١٨٧٥ م ومطالبته بتحسين أحوال السجون المغربية بعد احتجاج الجماعات اليهودية على الحكومة البريطانية لتضغط على المخزن المغربي من أجل تحسين تغذية السجناء ، ونظافة زنازينهم وبعدم تكبيل المسجونين بالسلاسل وغير ذلك. (تاريخ العلاقات الأنجليزية ـ المغربية حتى عام ١٩٠٠ ، روجر ، تعريب يونان لبيب رزق : ٢٤٠).