بالقهوة والحلوى وفرح بنا غاية الفرح. وعند خروجنا وجدنا صبية صغيرة (١) مسجونة ببيت ، قيل إنها رمت غيرها بحجر في الطريق ، وأخرى في بيت آخر تخاصمت مع أخرى ، وفي بيت آخر صبيا صغيرا سرق نحو ريال من السمن ، وآخر دون بلوغ سرق شطابة ، وهو يبكي. وكل واحد من المساجين في بيته وورقة فيها بيان جريمته ، وما حكم به عليه من مدة السجن. وهناك عريفات يتولين أمر المسجونات من النساء والصبيات.
الكونبطى أي كرامة في عرصة ولد السلطانة
وفي يوم الثلاثاء الخامس والعشرين (٢) منه. توجهنا مع الباشدور إلى عرصة المخزن التي دعانا إليها ولد سلطانتهم (٣) للحضور للكونبطي ، وذلك أنه كان مسافرا جائلا في الأرض شرقها وغربها ، ولما قدم خرج لهذه العرصة واستدعى إليها أعيان أهل البلد والوزراء والباشدورات الذين في البلد ، وعند قربنا إليها وجدنا غاية الازدحام ، وحين دخلنا نزلنا من العربات ، وكان المخازنية معنا لكونهم معينين للحضور ،فرأينا أناسا في مواضع ، فمنهم الواقفون وكل اثنين أو ثلاثة يتكلمون بينهم ، ومنهم
__________________
(١) معظم الدول الأوربية تبنت نظام السجن الانفرادي وإيواء المنحرفين أقل من ٢٠ سنة منذ عام ١٨١٧ م ، والفصل بين الجنسين ، بتأثير الكنيسة والفلاسفة والمفكرين وانتشار الأفكار الديمقراطية كالمساواة وعدم اعتبار المجرم من الدرجة الثانية ، واتجه اهتمام الباحثين إلى دراسة أغراض العقوبة باعتبار التهذيب والتأهيل هو الهدف المنشود. (نفس المرجع السابق).
(٢) ١٨ يوليوز سنة ١٨٧٦ م.
(٣) أمير ويلزWALES إدواردEdward VII في طريق عودته إلى بريطانيا من زيارة رسمية كان يقوم بها إلى الهند عرج على جبل طارق ، فأرسل السلطان الحسن الأول سيدي علي المسفيوي كنائب عليه لتقديم التهنئة للأمير بسلامة الوصول صحبته السفير درمند هاي في أواسط أبريل عام ١٨٧٦ م ، بعد ذلك واصل الأمير طريقه إلى أنجلترا حيث صادف وصول سفارة الزبيدي لأنجلترا. (تاريخ العلاقات الانجليزية ـ المغربية حتى عام ١٩٠٠ ، روجز ، تعريب يونان لبيب رزق : ٢٤٥).