صرنا نتمشى في تلك العرصة من محل إلى محل ، فنجد /٢٣٥/ في كل محل جماعة واقفة أو جالسة ، فجلسنا هنيئة على الشوالي حتى رأينا بعض الناس شرعوا في الخروج فقصدنا طريق الخروج ، فبصر الباشدور ولد السلطانة قريبا إليه فزاد بل فتقدم إليه ونحن معه وودعه ، فأجابه بما ذكر من الأدب والخضوع والترحيب به ، وهو لم يكن له قرار في محل كما ذكرنا ، فلما قربنا من الباب وجدنا العربات التي أتى فيها من في العرصة تأتي متتابعة واحدة إثر واحدة ، فإذا وصلت عربة وكان الذين أتوا فيها واقفين ركبوا فيها وانصرفوا. وإذا لم يكونوا موجودين هناك ينادي رجل ثلاث مرات ، بأن يقول بلغتهم هذه عربة فلان ، فإذا سمع به يأتون إليه ، وإذا لم يسمعه انصرفت العربة حتى تعود مرة أخرى وتتقدم وغيرها ، وهكذا لأنهم إذا لم يكن أمر العربات على هذه الكيفية يقع الازدحام حتى لا يوجد مسلك إلا بعد المشقة وطول الوقوف كما وقع لنا بعض الفرجات. ولما وصلت الأكداش التي أتينا فيها وركبنا وخرجنا وجدنا الطريق التي أتينا فيها قسمت طولا نصفين ، والعسكر واقف في الوسط بين كل عسكريين نحو عشرين خطوة ، فالخارجون من العرصة ينصرفون على الطريق التي عن يسارهم ، والأكداش الداخلة إليها فارغة ، يمرون عن يمينهم وذلك فرارا من الازدحام ، وكان في هذه العرصة من الناس الذكور والإناث ما يقرب من الستة آلاف ، كما عثر على ذلك في كزيطة طبعت عندهم في ذلك اليوم أو غد ، وأتى بها الترجمان وبين ذلك.
الملاقات بالوزير
وفي يوم الأربعاء السادس والعشرين (١) منه ، وتبين أنه السابع والعشرون توجه الباشدور ونحن معه إلى دار وزير الأمور البرانية (٢) ، فدخلنا إلى داره وصعدنا إلى
__________________
(١) ارتباك وقع لصاحب الرحلة لإضافته يوم. فالأربعاء ٢٦ جمادى الثانية يوافق ١٩ غشت ١٨٧٦ م.
(٢) إدوارد ستانلي دربي (١٨٢٦ ـ ١٨٩٣ م) Stanley Derby Edward ـ كان وكيلا لوزارة الخارجية البريطانية حتى سنة ١٨٨٢ م ، حيث تولى وزارة الخارجية والمستعمرات إلى سنة ١٨٨٥ م Cham ـ
bers BiograPhiecal Dictionary: ٣٧٣.
.