قببها فوجدناه في بعضها ومعه كاتبان من الكتاب ، فرحب بالباشدور غاية الترحيب وبنا كذلك ، وجر شيلية بيده وأتى بالباشدور أخذا بيده وأجلسه عليها ، وأشير إلينا بالجلوس قربه /٢٣٦/ فجلسنا ، وجرت (١) بينهما مذاكرة بواسطة الترجمان ، فيما اقتضاه الحال ، وظهر منه اعتناء كبير بالجانب الشريف أسماه الله.
إكرام زوجة وزير الأمور البرانية بالهند للباشدور
ثم رجعا ، وفي ليلة الخميس استدعتنا امرأة وزير الأمور البرانية ببر الهند ، فتوجهنا إلى قبة مربعة فيها شوالي وكنابيس رفيعة وثريات توقد ، ففرحت بقدومنا فرحا عظيما هي وزوجها ، ولم تكن هنيئة حتى ملئت تلك القبة نساء ورجالا ، أما الرجال فلباسهم الكبابيط الخشينة ، ورؤوسهم مكشوفة ، والنساء يجررن ثياب الحرير بنحو ثلاثة أذرع في الأرض ، وغالبها مرصع بالديمانط ، وكذلك في نحورهن وعلى رؤوسهن وفي الدماليج ، فرأيت أن معدن هذا الديمانط حيث أخرج من معدنه منه الشقي والسعيد (٢) ، فالسعيد منه قد أسكن في رءوس الملاح والنحور والصدور ،
__________________
(١) اللورد دربي رفض المطالب المغربية كما جاء في رسالته إلى الزبيدي «إن حكومة جلالة ملكة أنجلترا قد أحلت محل الاعتبار رسالتكم المؤرخة ب ١٨ الجاري ... وردا على رسالتكم .. ليست لها رغبة في بسط الحماية على المغاربة .. وليس في رغبتها تغييرا لاتفاقيات المبرمة ... لتسهل على التجار الانجليز القائم بأعمالهم داخل الإيالة المغربية ... وأن سفير أنكلترا في المغرب لم يقدم قط على إيثار السماسرة والنواب في الداخلية ، فالحكومة لا تستطيع أن تبخس التجار الانكليز شيئا من الامتيازات التجارية الممنوحة لسواهم من التجار ، وبالرغم عن هذا كله فإذا وفقت الحكومة المغربية إلى أن تعقد مع أية دولة اتفاقا يكون أفضل لها من الأول فإن حكومة أنجلترا تنيله اعتبارا صحيحا حتى تتوصل حسب الإمكان إلى تلبية رغبات جلالة ملك المغرب ..» ، ٨ غشت ١٨٧٦ م. الإتحاف ، ج ٢ : ٣٠١.
(٢) مقارنة لطيفة بين الجواهر الشقية والسعيدة نتحسس منها بعض الرموز التي لم يفصح صاحب الرحلة عنها ، كما أنه يصف المرأة الأوربية عموما بحب العمل إلى جانب الرجل والحياء والحشمة ، بخلاف من يصفها بالسلطوية والميوعة وغير ذلك.