مرصف بالمقربص ، ومنها صورة الجفنة ، ومنها صورة قوس كالقنوط ، ومنها على شكل نصف البيضة كالستينية ، وكلها بالمقربص البديع والنقش العجيب الرفيع ، وتمويه الذهب منتشر في السقف والجدران وسراجم الزاج المورق بالألوان ، والصور محيطة بالجدران. ووجدنا /٢٣٨/ في قبة منها شوالي كثيرة ، منها في أحد أرباعها سرير في الوسط ، وآخران صغيران عن يمينه ويساره ، وهي مبطنة بالموبر الأحمر ، يصعد إليها بدرج مبطنة كذلك ، وفي تلك الأسرة ترصيع (١) بالديمانط. وقد أدير بها مجدول حرير ليلا يقربها أحد ، قيل إن ذلك موضع السلطانة (٢) وموضع لصغيرين من أبنائها ، وقابلتها في الأرباع الباقية شوالي دون ذلك ، يجتمعون هناك مع العلماء وبعض مهماتهم ، وفي قبة أخرى كنابيس وشوالي مبطنة بالجلد القشني لا غير ، يجلس عليها علماؤهم تواضعا ، وفيها قبب أخر دفن فيها ملوكهم الأقدمون ، وفيها صورهم مجسمة وكذلك صور غيرهم من الأعيان.
دار الفرجة وأخرى فيها السلاح القديم والهدايا
وفي يوم الاثنين ثاني رجب (٣) الفرد الحرام ، توجهنا لقصر عظيم يسمى عندهم بالطياطرو ، وهو معد عندهم للفرجات ليلا ، وهو شكل مستدير ، في نصف دوره مائة وستة وثمانون خطوة حالة المشي في وسط النبح الأعلى منه ، وفي عرض جداره
__________________
(١) كرسي التتويج المصنوع عام ١٣٠٠ م. (نفس المرجع السابق).
(٢) يقصد ديروستمنستر Abbey Westministerأو مقبرة العظماء تقع في ساحة البرلمان. فيه يتوج ملوك أنجلترا منذ القرن الحادي عشر ، كما دفن به عدد من ملوكهم كالملك هنري السابع ، والملكة إليزابيت الأولى معاصرة السلطان السعدي أحمد المنصور الذهبي ، وعدد آخر من عظماء بريطانيا سياسيين وأدباء وعلماء مثل شكسبير وداروين وغيرهم. (نفس المرجع السابق).
(٣) ٢٤ يوليوز سنة ١٨٧٦ م.