للفرجات والملاقاة بالناس ، فكان يمتنع ويجيبه بقوله إننا لم نأت للفرجات ولا للملاقات مع الناس الأجانب ، ولا غرض لي في ذلك حتى يتم الغرض (١) الشريف الذي أتيت لأجله ، وبقي مصمما على ذلك حتى أدنت سلطانتهم (٢) بالطلوع إليها ، وهو أمر سعادة مولانا المنصور بالله. وكراماته الواضحة والحمد لله على ذلك.
دار البانكة وضرب السكة
وفي يوم الأربعاء الرابع (٣) منه ، توجهنا لدار البانكة. أي دار ضرب السكة (٤) وطبع كواغدها ، وهي دار عظيمة كأنها مدينة مشتملة على ديار وطرق دففها من الحديد. وقناطيرها كذلك ، خوف وقود النار. فدخلنا أولا لتربيع منها فيه أناس
__________________
(١) نفس الموقف يعبر عنه الطاهر الفاسي في رحلته الإبريزية : ٣٧.«... ثم اعلم أن نظرنا في هذه الأشياء دائما كان تبعا وإسعافا في خاطر ملكتهم ، إذ طلبت منا ذلك مرارا ، وكان نظرنا وفكرتنا محموعة على قضاء غرض مولانا أمير المؤمنين ...».
(٢) فيكتوريا (١٨١٩ م ، ١٩٠١ م) ملكة انجلترا (١٨٣٧ م ، ١٩٠١ م) خلفت عمها وليم الرابع ، كان اللور ملبورن أول رؤساء وزاراتها صديقا ، ومستشارا لها ، تزوجت سنة ١٨٤٠ م من ابن خالها الأمير ألبرت الذي أحبته كثيرا ، ثم تناوب جلاد ستون زعيم حزب الأحرار ، وبنيامين دزرائيلي زعيم حزب المحافظين رئاسة الوزارة الأولى في الجزء الأكبر من حكمها الطويل ، الذي بلغت بريطانيا خلاله أوج رخائها وتوسعها الاستعماري ، مع دزرائيلي الذي منح لفكتوريا لقب «أمبراطورة الهند (١٨٧٦ م ، ١٩٠١ م) ، ويطلق اصطلاح العصر الفكتوري على أثر شخصيتها القوية.
EncycloPedia Britannica, VOl: 23: 125.
(٣) ٢٦ يوليوز سنة ١٨٧٦ م.
(٤) يقصد البنك الأنجليزي England Bank of.