مولانا الشريف بيد كاتبه ملفوفا في سبنية بيضاء من حرير عمل الروم ، فحين انتهى إلى ذكر الكتاب الشريف (١) التفت إلي فناولته له ، فرفعه لها ، فتلقته منه بسرور وفرح ، وحين تم مخاطبتها ترجم ذلك المترجم وهي مع ذلك مبتسمة والسرور يظهر فيها ، وما قصرت في الترحيب والفرح ، ثم سألت الباشدور عن حال سيدنا أعزه الله ، فأجابها بما يناسب ، وبين لها أسماءنا ومراتبنا فأشارت بالترحيب ... (٢).
صفة دار (٣) البلار وبعض ما رأيناه
/٢٥٠/ ... الحديد ، وحين دخلنا إليها وجدنا فيها حوانيت وقببا مختلفة الأشكال ، من العود لا من البلار ، وحين توسطناها سألت عن طولها وعرضها بواسطة الترجمان ، فأجاب بأنه قريب من خمسمائة يارضة (٤) ، وهي مربعة كما تقدم ، وعلوها من جهة زواياها نحو اثنتي عشرة يارضة ، وزيد في علو وسطها نحوت يارضات ، وزيد في وسط هذا العلو الثاني نحو أربع يارضات ، وجعل عليه قبو فصار كالقنوط ، وامتد من الجهتين كذلك حتى تلاقى القبوان في وسطها ، فكان هذان
__________________
(١) الذي عبر فيه عن شكره على الصداقة الوطيدة التي تربط المغرب وبريطانيا ، وقد سبق للزبيدي أن أرسل مجموع من الهدايا يوم ٢٨ يوليوز سنة ١٨٧٦ م ، إلى الملكة فكتوريا (انظر قائمة الهداية بالإتحاف ، ج ٢) بواسطة اللورد دربي الذي أجابه أنه لم يتمكن من عرضها على جلالتها حتى يوم ٣ غشت سنة ١٨٧٦ م. انظر نص الجواب (نفس المرجع).
(٢) الصفحات من / ٢٤٤ / إلى / ٢٤٩ / فارغة بيضاء.
(٣) الانجليز أخذوا نظرية إقامة المعارض الدولية من بوهيميا سنة ١٧٩١ م وباريس سنة ١٧٩٨ م ، ولكن سبقوهم بمراحل في العمل والتطبيق ، فأقاموا في سنة ١٨٥١ م لندن أول معرض عمومي كبيرGreat Exhibitions تحت إشراف الأمير ألبير زوج الملكة فكتوريا داخل قصر البلار Palace Crystal، حيث بلغ عدد زائريه ٠٠٠ ، ٠٠٠ ، ٦ ، والشركة التي أقامته ربحت ربحا عظيما واستمرت على هذا النهج طيلة القرن ١٩ م.
(٤) وحدة قياس الطول تعادل ٩١ سنتم.