ثم نزلنا منها فخرجنا في ذلك الرياض المتقدم ذكره ، ووجدنا في بعض حياضه صور عبيد ، أجسام واقفة عراة عدا طرف من عمامة أدير على سوءاتهم وبأيديهم مزاريق يقاتلون بها. وفي حوض آخر صور أناس من الهند سمر الألوان ، وفي حوض آخر صور أناس من المار كان عراة ، كما ذكر يحكون بذلك كيفية قتالهم ، وفي وسطه خصة من البلار كرسيها أسفل مستدير (١) ، قطر دوره نحو ذراعين ، ويرى في دوره تفريج في ذات البلار داخلا وخارجا ، ارتفاع هذا الكرسي نحو ذراعين ، وفوقه خصة بلار ، دورها أزيد من ثلاثة أذرع ، بينها وبين الكرسي في العلو مقدار ذراع ونصف من جعبة بلار ، وفوقها خصة أخرى دونها ، بنهما جعبة فيه ، لكنها أي هذه الخصة ركبت في الجعبة مقلوبة ، فصار مقعرها من جهة الخصة التي أسفلها ، ومحدبها إلى فوق ، ثم جعل فوق محدبها خصة أصغر منها لاصقة بمحدب الأخرى ، وجعل فوق هذه خصة أصغر، بينهما جعبة بلار نحو ذراع في رأي العين ، وجعل في وسطها الجعبة التي يخرج منها الماء ، إلا أن في رأسها ثقبا ذات انحراف إلى الجوانب والله أعلم ، بدليل خروج الماء على سموت مختلفة ، وعند بلوغه غاية الارتفاع ينحدر إلى تلك الخصص مستديرا كأنه صورة ثرية معكوسة. ثم صاروا بنا إلى كوات في الجدران ، وهي ألواح من البلار ، في أحدها صورة بابور البر الصغير ، طوله نحو أربعة أصابيع ، ووراءه عربات متصلة /٢٥٢/ به ، لكنه يسير حتى يرمى إليه شيء من الدراهم من فرجة بخد الكوة ، فإذا رمي إليه شيء منها ينزل بجهد على النقشة التي توقفه ، فيسرح للتحرك فيرى كأنه مسافر يجر العربات وراءه ، ولا ترى تلك النقشة ولا شيء من آلة الحركة ، لأن ذلك كله عجيب ، وإنما يرى البابور والعربات ، في كوة أخرى صور أناس راكبين على الخيل ، وهم صفوف بعضها فوق بعض ، ولا يمشون حتى يرمي إليهم شيء من الدراهم.
ثم صعدوا بنا إلى قبة مستديرة من عود ، دورها أقل من دور الطراحية ، وعلوها
__________________
(١) انظر صورة حفلة افتتاح المغرض البريطاني بدار البلار سنة ١٨٥١ م وبوسطها خصة البلار في ملحق الرسوم والصور صفحة ٢٠).
The Story of Britain) Garret Richard (P: 301.