التي انصرفت ، وبقي معه نصراني واحد في تلك الدائرة ، فعندما يريد الركوب عليه يكفه فيحني له زلومه فيقف فوقه ثم يرفعه الفيل فيقفز النصراني وينزل على ظهر الفيل ، ثم نزل وكلمه وفتح فاه وأدخل النصراني رأسه فيه وبقي هنيئة وأخرجه ثم كلمه أيضا فلوى زلومه على النصراني وحمله ، وخرج به.
لعبة الكلاب ووصف الرياض المجاور لها
ثم أتوا بشوالي صغيرة خمس وضعت داخل الدائرة الوسطيمع بعض محيطها ، وجعل وسادتان صغيرتان بطرفي صف تلك الشوالي ، وأتوا بكلاب صغيرة وأدخلوا لتلك الدائرة كلبا بعد كلب ، وكل واحد منهم طلع لشيلية ووقف عليها ، ثم أتت بنت صغيرة وصارت تكلمهم. فنزل الأول من الشيلية الأولى وصار يجري وينقلب ، وتارة يقف على رجليه فقط ويجري عليهما ، ثم رجع إلى شيلية ونزل الذي يليه وفعل كمثله ورجع لمحله ، ونزل الثالث وهكذا حتى لعب هؤلاء الخمسة ، فنزل كلب أصغر منها كان فوق الوسادة الطرفية التي من جهة الكلب الذي تقدم للعب وفعل مثل فعلهم ورجع لمحله ، ثم أتت تلك البنت بقنبة وقبضت طرفها بيدها ونزل كلب وقبض الطرف الآخر بفيه وصارت ترفع طرف القنبة وتضعه ، والكلب متابع لعملها ، وأتى كلب آخر ووقف بينهما والقنبة تدور عليه ، وعند نزولها للأرض يقفز وتخرج من تحته ، وتكرر عملهم كذلك ، وهذا نزر يسير من بعض أوصاف هذا الطياطرو ولعب أصحابه ، ففيه كفاية للمتطلع (١) لأخباره.
ثم خرجنا منه وصعدنا إلى طبقة مشرفة على رياض أنيقة فيها أنوار عجيبة ، ذات
__________________
(١) أورد الجعيدي وصف بعض الألعاب السركية بقصد اطلاع القارئ عليها ، خاصة أن أخباره قد انتشرت عبر المعمور خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر ، وكان يعتبر من عجائب وغرائب الوقت.