تلك القبة ، وبين التقاطع توريق مذهب ، ويقرب الجدارين المذكورين قبب من عود ، طول كل واحدة نحو خمسة أذرع ، والعرض نحو ذراع ونصف ، منصوبة واقفة بعضها قرب بعض. وقد بذل النجار فيها غاية مجهوده في التوريق واللطافة والتجويف ، حتى صير كل واحدة كأنها شمعة من الشمعات التي تعلق في أضرحة الصالحين ، وتحت السراجم المذكورة تربيعات فيها تصاوير. وفي هذه القبة قبر زوجها أي سلطانة الدولة ، وقد توفي قبل بنحو ثمانية أعوان كما قيل ، وحزنت (١) عليه حزنا عظيما حتى أنها لم تتلاق بأحد بعد وفاته مدة من عامين. ثم خرجنا ورجعنا إلى محل نزولنا باللوندريز.
التوجه إلى مدينة ونزه
وفي يوم الثلاثاء عاشر رجب (٢) ، توجهنا عن إذن سلطانة الدولة لمدينة وينزه ، فيها فابريكات (٣) تصنع المدافع والكراريط والكور وغير ذلك من آلة الحرب. وعند
__________________
(١) الأمير ألبيرت Prince Albert of Sare Coburg Gotha (١٨١٩ – ١٨٦١) تزوجت به الملكة فكتوريا في فبراير ١٨٤٠ ، وقد سبق لها أن تعرفت على هذا الأمير منذ الصبى ، وعند الاحتفال بالزفاف في المعبد الملكي في «وندسور» كانت قد أحبته من قبل. الشاب الرزين «ألبيرت» كان يحب العمل والصناعة والأخلاق ، ويعطي أهمية كبيرة للحياة الزوجية ، كما أنه يعشق التقدم التقني ، وهو صاحب فكرة تنظيم المعرض الكبير منذ سنة ١٨٥٠ م للتعريف بالمهارة الصناعية البريطانية في العالم أجمع ، توفي سنة ١٨٦١ م عندما كان سنها ٤٢ سنة ، وترك لها ٩ أولاد ، فتأثرت كثيرا ولم تنساه حتى أنها في لحظاتها الأخيرة كانت تنام على السرير وصورته على رأسها ودفنت في الضريح أمام زوجها في Wiud ـ SOR.
The Story of Britain; Richard Garrett, Edition Jilly Glossborono.
(٢) اغشت سنة ١٨٧٦ م.
(٣) ترسانة ولويش wich Wool أهم حي في كريت لندن ـ مقاطعة كرينوينش على ضفاف نهر التيمز ، كانت عبارة عن ورش مهم وقاعدة بحرية أيام حكم هنري VIII ، تحتوي على دار الصناعة الملكية Arsenal Royal المؤسسة سنة ١٨٠٥ م.