فابريكات الكور وغيره والعدة التي في الخزين
ثم خرجنا إلى دار فيها فابريكة صنع رويضة الكراريط من العود ، فابريكات صنع الخفيف للمكاحيل والكور المستطيل (١) ، مثل ما تقدم بيانه في بعض مدن اللوندريز ، إلا أن تلك الخدمة أقوى وأكثر بكثير منها في باريس ، ثم إلى خزائن العدة فيها مكاحيل مصطفة في أسرّة عود طولا وعرضا من الأرض إلى السقف ، وكذلك الكوابيس والسيوف ، ولم نسأل عن عدد ما في هذا الخزين من العدة ، غير أني وجدت في طوله مائة خطوة وعشر خطوات بين كل ست خطوات سريران ، أحدهما عن اليمين والآخر يسارا ، كل سرير ممتد مع الأرض بنحو ثمانية أذرع ، مرتفع إلى السقف وفيه ست طبقات ، بين كل مكحلتين نحو سدس ذراع ، فيكون في اللوحة السفلى من /٢٧٧/ المكاحيل ، من أحد الأسرة التي عن اليمين ست وتسعون مكحلة ، تضرب في ستة عدة طبقات السرير الواحد ، يكون فيه خمسمائة وست وسبعون مكحلة ، تضرب في ستة عشر ، عدة صفوف الأسرة طولا التي عن اليمين ، يكون فيها من المكاحيل واحد وستون ألف وست وخمسون ، ومثلها يكون في صفوف الأسرة التي عن اليسار ، يكون جميع ما يسعه هذا الخزين من المكاحيل مائة ألف واثنين وعشرين ألف ومائة واحدة وثنتي عشرة مكحلة ، لكن بعض الأسرة فارغة قيل إن مكاحيلها بيد العسكر تمسح ، وكلها في غاية النظافة كأنها خرجت الآن من قوالب صنعها ، وكلها من العينة التي تعمر من الخزنة ، ووجدنا هناك كبابيط من ورقات الحديد ، كل كبوط ينفصل إلى ورقة إحداها تجعل على الظهر والأخرى على البطن ويجمع بينهما ، وزن كل كبوط كما قيل ثمانية كيل ، نحو خمسة عشر رطلا بالعطارى ، وفي بيت آخر كورة صغيرة مستطيلة على هيئة الجوزة الكبرى ، وقد
__________________
(١) لم تطلع السفارة المغربية أثناء إقامتها الأولى بفرنسا إلا على المنشآت العمرانية والاقتصادية فقط ، بينما في بلجيكا وأنجلترا تعرفت على الصناعات الحربية ، فتنبهت الحكومة الفرنسية لهذا التقصير وركزت على اطلاع السفارة المغربية أثناء إقامتها الثانية بباريس ، على معاملها الحربية وقواعدها العسكرية لإظهار عظمة فرنسا في هذا الميدان.