عرضا صارت ثنتي عشرة شقة ، طول كل واحدة أزيد من خمسة عشر ذراعا ، والمنكب من نحو ذراع ونصف ، فيكون ثمن الشقة حينئذ ثلاث ريالات وثلث ، وهو إذن أرخص بكثير من المسوس المصنوع من الخيط الذي يجلب للغرب ، غير أن شعر المعز الملفق مع الحرير فيه ما فيه من /٢٨٢/ توهم عدم تزكية المعز التي يأخذون شعرها لذلك.
مستملحة استظرفتها هنا (١)
مستملحة جرت بيني وبعض رفقائي مداعبة ، اقتضتها المرافقة والمصاحبة ، وذلك حيث طال بنا السفر وصرنا كالمقيمين بلظى أو سقر ، والأيام تمتد وتطول ، والليالي ، تبخل بالنوم وتصول ، فذكرني ما سلف من الغرائب ، وما شاهدناه في ديار الطياطيرو من العجائب ، وبلسان الحقيقة نصحني ووعظني ، وكان بلسان الغرور بستر تلك الزلة وعدني ، وقال (٢) كيف بك يا رفيق حتى سلكت ذلك الطريق ، وولجت تلك الديار ، وهتكت الأستار ، وخلعت بها العذار ، وغرست في أرض قلبك بذر هذا النبات ، وسرك دوران رقص تلك البنات ، مع أنك لدى القاضي من العدول المبرزين، والاخلاء المغربين ، ولا بدّ لي أن أكشف (٣) له عن حالك ، وأبين له ما صرت إليه في مثالك ، وأودّي لديه بذلك شهادتي ، ولا تأخذني لومة لائم فيما فيه سعادتي،
__________________
(١) ما هي إلا تصوير جريء وصريح لمعايشة رفاقه ، من خلال ما يروج في دائرتهم ، مما يبعث على إشاعة روح المرح فيما بينهم للتسلية والتزجية ، خاصة أنه كان لهؤلاء الرفاق وضعية محترمة في وسطهم الاجتماعي ، ولذلك توزعت عليهم الأدوار في هذه المستملحة الهزلية حسب ما لهم من حرمة ومكانة واعتبار.
(٢) يقصد الشخص المدعي (الأمين التاجر بناصر غنام) الذي ألحق به تهمة يحاول بها أن ينال من عدالته لدى القاضي.
(٣) التهديد برفع الدعوى إلى القاضي ليسقط شهاداته.