القونصو المذكور أحوالنا ويتردد إلينا ويسألنا هل نحن محتاجون لشيء ، وأخبر أنه مأمور من قبل الدولة بالتوجه بنا إلى بعض مدنهم كرومة وفرينسي (١) وغيرهما ، بقصد رؤية ذلك وبسط الباشدور وكمال الفرح والسرور ، وأقمنا هناك في مدينة طورين المذكورة.
مدينة فرينسي وما رأيناه فيها
إلى الساعة السابعة عدا خمس دقائق من مساء يوم الاثنين الثالث (٢) والعشرين من رجب ، وفيها ركبنا في بابور البر في تلك العربة الموصوفة ، وركب معنا القونصو المذكور وصحب معه أنواعا من الحلواء والفواكه والماء أيضا ، ومن هناك رجع ترجمان الدولة الفرنصوية بعد ما سافر البابور شيئا يسيرا ، وهذا البابور كان يقف في بعض المدن التي في طريقه فينزل منه أناس ، ويحمل آخرين على العادة ، وفي كل مدينة يقف نحو خمس دقائق فأقل ، ومهما وصل وجد الناس مهيئين للركوب ليلا ، وكذلك المكلفين بالبابور في تلك المواطين والأماكن لا يغفلون عن أشغالهم ليلا ونهارا ، ولكن يخلفهم في تلك الخدمة غيرهم في بعض الأوقات ، ففي الساعة
__________________
(١) وصول السفارة المغربية قبل الموعد المحدد للاستقبالات الرسمية ، جعل الحكومة الإيطالية تخصص لهم زيارة خاصة إلى روماRoma العاصمة الجديدة لإيطاليا الموحدة ، ولمدينة فرنسي Firenze كما جاء في جواب الحاجب السلطاني عن مكاتب الزبيدي التي يشرح فيها ما راج في تنقلاته» ... ورد عليهم عامل طورين وشيخها والجنرال وكبير العسكر وأخبروكم بأن عظيم الدولة خارج البلد حسبما قدمتم الإعلام بذلك ، وأن رجوعه يكون في أواخر غشت وقاموا بالاعتناء بكم وطلبوا توجهكم إلى رومة عملا بما أمروا به من قبيل كبيرهم ...». موسى بن أحمد ٤ رمضان عام ١٢٩٣. (الإتحاف ، ج ٢ : ٣٠٣).
(٢) ١٤ غشت سنة ١٨٧٦ م.