دار المرضى بها
ورجع على العادة في ذلك ، ثم طلب من الباشدور الخروج إلى دار (١) السبيطار ، أي المرضى فساعد وخرجنا معه ، فلما انتهينا إليها تلقت للباشدور امرأة راهبة من راهبات تلك المدينة ، عليها جبة صوف ولها قب من صوف ينزل إلى ظهرها منفصل على الجبة وتحته مثله من ثوب أبيض ، وهي مغطية رأسها فرحبت غاية ، وهي امرأة جميلة تميل للصغر ذكرت أنها من جنس الفرنصيص ، وأنها سلمت في زوجها وأهلها وحبست نفسها على خدمة المرضى الذين بهذه الدار ، ومعها ثلاث نسوة هي مقدمتهن ، فدخلت بنا إلى قبة أرضية وجدنا فيها نساء كبارا وصغارا مرضى ، من أعينهن فمنهن من تبصرت لا تبصر شيئا ، ومنهن من يبصرن قليلا ، ثم أدخلتنا إلى خزين بقربها وجدنا فيه خزانات بجدرانه فيها كساوي هؤلاء المرضى من الصوف ومن القطن للحر والبرد ، وأخرجت تقاشير (٢) خشينة من صوف وطاكيات منها ، ذكرت أنها من عمل بعض المرضى يشتغلن (٣) بصنع ذلك ، ويكتسين منه. وذكرت أن زوجة (٤) ولد أخ السلطان ، هي القائمة بالصائر على من بهذه الدار من المرضى ، ثم
__________________
(١) مأوى مارغريت دو سافوي للعميان ، قدم له الزبيدي بعد زيارته هبة مالية قدرها ٠٠٠ ، ٣ فرنك (إن هبتكم اللائقة حقا بكرم سعادتكم والملك العظيم الذي تنوبون عنه أحسن نيابة قد أثرت في قلب المجلس الإداري لمأوى العميان الفقراء الذي تترأسه أميرتنا الفخيمة بسافوي ...). رومة في ٢١ غشت ١٨٧٦ م.
أما قائمة الهبات التي تبرعت بها السفارة فهي ضخمة وطويلة حوالي ٣٥٠ ، ٣٤ من الليرات الإيطالية (انظر القائمة بالإتحاف ، ج ٢ : ٣٠٧.
(٢) انظر شرحها في الملحق.
(٣) في الأصل يشتغلون ـ خطأ ـ.
(٤) Margarita Di Savoia (١٩٢٦ ـ ١٨٥٠م) بنت الأميرFerdinando :Mario Alberto دوق جنوفا ، أخ الملك فكتور إيمنويل الثاني ، أصبحت ملكة إيطاليا بعد زواجها من ابن عمهاUmbertro I Disavoia سنة ١٨٦٨ م ، وتربعت على العرش الإيطالي سنة ١٨٧٨ م ، كانت عاشقة للآداب والفن ، وكانت تشرف على كثير من الأعمال الخيرية والإنسانية.
L\'EncicloPedia Grolier Int. Vol12 , Milano: 174.