بين رومة وفرينسية ثمان سوائع وعشر دقائق ، فإذا أسقط منها مدد وقوف البابور ومجموعها ساعة واحدة وست عشرة دقيقة ، تبقى مدة السير سبع سوائع عدا ست دقائق ، وعند وقوف البابور ووصوله إلى فرينسية طلع إلى الباشدور عامل البلد وأعيانها ، وتلقوه بالتعظيم والترحيب ، ونزلنا إلى المدينة في الأكداش التي كانت مهيئة هناك ، وأنزلونا بأوطيل الذي كنا فيه إذ ليس عندهم أفضل منه ولا أنظف كما قيل ، وعند دخولنا إليه وجدنا الموائد منصوبة وعليها أنواع فواكه الوقت وأنواع شتى من الحلواء وثريات عظام توقد بالشمع ، لكل فريق مائدة تخصه على هذه الصفة ، فبتنا بها ليلة الخميس ثاني شعبان (١) المذكور ، وأقمنا بها ذلك اليوم في غاية الإكرام والبرور والاحترام.
الرجوع إلى طورين
وفي الساعة السابعة وخمس وأربعين دقيقة من ليلة الجمعة (٢) ، شرع بابور البر في السير بنا من فرينسية (٢) قاصدين طورين للقاء عظيم دولة الطاليان بها ، في تلك العربة التي تقدم وصفها ، بعد أن خرج لوداع الباشدور عامل البلد وأعيانها ، وفي الساعة الثامنة وخمس عشرة دقيقة وقف البابور في مدينة ابرلطوا (٢) دقيقتين ، وفي الأربعين دقيقة وقف في بسطويا (٢) تسع دقائق ، وفي التاسعة والعشرين دقيقة وقف في لطيتوا (٢) خمس دقائق ، وفي العاشرة وست دقائق وقف في راكنا (٢) خمس دقائق ، وفي العاشرة وست عشرة دقيقة وقف في ارشا (٢) ثمان دقائق ، وفي الحادية عشرة وعشرين دقيقة وقف في بركاتوا (٢) دقيقتين ، ثم خرج الترجمان من هذه العربة
__________________
(١) الخميس ٣ شعبان وليس ٢ شعبان ، وقد استمر هذا الخطأ إلى أن تداركه صاحب الرحلة في ما بعد ، وهو يوافق ٢٤ غشت سنة ١٨٧٦ م.
(٢) |
Firenze ـ ـ < Prato ـ ـ < Pistoia ـ ـ < OsPittaletto ـ ـ < Pescia ـ ـ < Lucca ـ ـ < Berlato ـ ـ < Torino. |
في هذه المرحلة تعرضت أمتعة السفارة المغربية لعملية سطو ، ففضل صاحب الرحلة إدراجها عند نهاية الرحلة.